
سلِّم على الخالة، سلِّم على الخالة، نظرتُ أمامي، فرأيتُ طفلاً يضع إصبعه في فمه، وينظر إلى أسفل، قرَّبته مني أكثر، فمَدَدْتُ إليه يدي، فصافَحته، أردفتُ:
• قل: السلام عليكم، اسألها:
كيف أنتِ يا خالة؟
سألته أنا:
كيف حالك؟ لأُنهي إلحاحها وارتباكه.
• ابني خجول، وهذا ما يُحرجني كثيرًا، صوته أقرب إلى الهَمْس، يضع إصبعه في فمه دومًا.
لا تَزيدي ارتباكه وخَجله بالتكلُّم عنه أمام الناس، بل شجِّعيه، عَزِّزي ثقته بنفسه، وهذا لا يتمُّ بين ليلة وضُحاها، بل يحتاج إلى وقتٍ. • الأطفال من حولنا أكثر جُرأة وإقدامًا، بصراحة أنا لا أحبُّ الخجل. • من الممكن أن يكون هناك أمورٌ تَدفعه إلى الخجل، يجب البحث عنها. • ما هي الأمور التي يُمكن أن نُوجِّه إليها أصابع الاتِّهام؟ • هناك أمور كثيرة؛ منها: التأنيب المُستمر، ومقارنته بمَن أحسن منه، وذِكر مساوئه أمام الناس، وتعرُّضه لبعض المواقف، ومعاناته من مشاكل جسديَّة أيضًا، وأخيرًا التبوُّل اللا إرادي. • جزاك الله خيرًا، إنَّ ما وضَعتِه في آخر القائمة، هو المسؤول الأول عن خَجله، لقد عرَفت السبب، فعندما نَعرف السبب، يَبطل العجب، وهنا لي أنا أسأل: كيف تعاملين هذا الطفل عندما يَصحو مُبلَّلاً؟! • أفقد أعصابي وأضْربه، وأصْرُخ في وجهه أحيانًا. • وكذلك إخوته يَضحكون منه، ويُنابزونه بالألقاب، أليس كذلك؟! • مع كلِّ أسف نعم. • هذا أسلوب خاطئ، يجب معالجة المشكلة من الأساس طبيًّا ونفسيًّا، وكذلك يجب أن تتمَّ تغيير الأشياء المُبللة بسريَّة تامَّة، بعيدًا عن سخرية الأطفال، فتبوُّله لا إراديًّا؛ أي: بدون إرادته، فكيف نُعاقبه على شيء خارج إرادته، يجب على الأمِّ أن تُنمِّي شخصية أبنائها، وتَشدَّ من أَزْرهم، ولا تُعرِّضهم لمواقف مُحرجة، عندها يَنْمُون أسوياءَ - بإذن الله.