شبكة نور الاستقامة
الجمعة 15 / محرم / 1447 - 03:58:20 صباحاً
شبكة نور الاستقامة

حديث في "وفاء...

المفتي : الإمام نور الدين عبدالله بن حميد بن سلُّوم السالمي

السؤال

حديث في "وفاء الضمانة" وهو هذا: "وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن الاستنجاء من الريح ويقول من استنجى من الريح فليس منا". فهذا الحديث يدل على عدم جواز الاستنجاء من الريح، وهل تكون الريح عامة التي لها صوت أو لم يكن؟ وإذا كان الموضع رطبا من ماء أو عرق فلا ينجس الموضع والثوب على هذا. تفضل اشرح لي معاني هذا الحديث مأجورا إن شاء الله.

الجواب

نعم هذا الحديث عام لكل ريح، كانت ذات صوت أو لم تكن، كان الموضع يابسا أو رطبا لأن الريح جسم لطيف لا يؤثر في الموضع نجسا ولا يبقى عينا، وإن كان الريح منتنا أو الموضع رطبا. ورأى الاستنجاء من الريح بعضهم إذا كان الموضع رطبا؛ نظرا منهم إلى أن الريح جسم نجس فإن صادف محلا رطبا علق به فكان الموضع نجسا. وأما الحديث فمتأوَّلٌ على غير ظاهره؛ لأن الظاهر يقضي بمنع الاستنجاء من الريح أصلا، وإن فعل ذلك ليس من المسلمين، ولا شك في جواز الاستنجاء وإن كان عن غير نجس إذا قصد به النظافة والنزاهة ونحو ذلك، فينبغى أن يقال: إن معنى الحديث إنما هو فيمن استنجى من الريح معتقدا لزوم ذلك، فإن من اعتقد غير اللازم لازما كان مخطئا، ومن ألزم نفسه ما لم يلزمها كمن وسع لها ما لا يسع. هذا ما ظهر لي في بيان معنى الحديث فانظر فيه ولا تأخذ لها ما يسع.

اترك تعليقا