تنبيه هام |
الإهداءات |
علماء وأئمة الإباضية [علماؤنا الإباضية] [تراجم علماؤنا الإباضية] [مواقف وسير لعماؤنا الإباضية] [أئـمـة الإباضية] |
![]() |
| أدوات الموضوع |
| رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||||||||||||
|
إن الذين يبحثون عن التاريخ في دفاتر الآخرين إنما يبحثون عن الهوية، عن المنابت والمنابع،لأن كل ذلك السجل كان يحفظ لهم خطوط الحضارت التي رسمها الأجداد وواصل نقشها الأحفاد، لا يضر ذلك لو تم الاعتراف بالأصل، لكن المشكلة أن يرافق هذا البحث الحثيث عن الهوية رغبةٌ نفسية في إنكارها، ومسح عنوانها العريض بخطوط نحيلة صفراء، إن هذا أشبه بدعايات المحلات التجارية. شاهدت ذات يوم محلا تجاريا عريضا كتب عليه كاميليا، فقلت في نفسي يبدوا أن هذا المحل امتداد لهذه العلامة التجاربة الشهيرة فلما سحت بنظري في اللوحة العريضة رأيت بخط دقيق " أبو " أي أبو كاميليا، فكان ذلك الأب المسكين ضائعا أمام شهرة الإبن البار . | ||||||||||||||
| |||||||||||||||
| ![]() |
| رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||||||||||||
|
لم يكن موسى عليه السلام يسيء الظن بأخيه هارون عليه السلام، لكن الموقف المهيب لم يدع فرصة للتفكير، إن مصير شعب بأكله سيكون إلى النار، فماذا فعلت يا هارون. كان الأخ الكريم عليه السلام، يتابع الموقف بقلق شديد، وحاول جاهدا أن يقنع بني إسرائيل بأن عبادة العجل مسلك خاطئ وأن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري. إن اتخاذ قرار مستعجل فيه ملحظان مهمان، تيقض لهما هارون عليه السلام ب سرعة فاكتفى بالنصح والتحذير، فالقرار قد يؤدي الى تمزيق بني إسرائيل، وهو في الوقت نفسه استباق لقرار القائد الأكبر موسى عليه السلام. لحظة من فضلكم ....... هل تلومون رجلا أساء بكم الظن في موقف مشابه، هل يعني أنه فقد الثقة فيكم؟ هل هو جاد ومقتنع بما يقول؟، هل اكتمل لديه انحرافكم وابتعادكم عن المسار؟ لا حظوا جيدا أن : - هارون عليه السلام اختيار إلهي ( قال سنشد عضدك بأخيك ) - علم موسى عليه السلام بأن الأنبياء لا يعصون . هل كان موسى عليه السلام يشك في هذا ؟ كلا . ولم يكن هارون عليه السلام يشك في أن موسى فقد فيه الثقة، واتهمه بالفساد، كلا لكن المواقف الصعبة تمسح من ذاكرة الإنسان كل فضيلة، وليس سوى الغضب والضيق ينطق كما يريد . "وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ " وفي لحظة انسكاب الدموع كان موسى عليه السلام يدعوا بأن يكون أخاه هارون عليه السلام رفيقا له في الجنة ، فسبحان الذي أعاد إلى موسى عليه السلام مكانة أخيه " قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" إن الثقة المتبادلة بين الطرفين عندما تهب عليها رياح الغضب فإن على الطرف الذي لا يزال هادئا أن يتماسك لحظة حتى يسكت الغضب عن الآخر فسوف تعود الأمور أحسن مما كانت " قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ". | ||||||||||||||
| |||||||||||||||
| ![]() |
| رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||||||||||||
|
عندما قرر صاحبنا أن يتجاوز كل الأعراف والتقاليد، كانت أعين القوم ترمقه بشده، إلا أن أخلاقهم كما يبدوا كانت أرقى بكثير، إن المسلم عندما يتنازل عن منظومة أخلاق الإسلام ويبدو للناس وكأنه إنسان بدائي متخلف، فإن من حق الآخرين أن يفخروا عليه بأخلاقهم وتحضرهم، ولا ينفع أن تقنع الناس بأن أخلاق غير المسلمين مادية بحته، فهي تهدف إلى تنظيم الحياة لتظل المادة هي السيدة، وتظل المصالح موصو لة بها وجودا وعدما؛ لأن هذا النوع من الإقناع لا يكون مقبولا في ظل ممارسات خاطئة يرتكبها المسلم، وهو المنظر والموجه كما يقول !!! كنا في وضع لا نحسد عليه فنحن المسلمين كنا ولا نزال نقول للعالم بأننا أسياده في الأخلاق والعلم، وأن الذي استيقظت عليه الحضارة الإنسانية قبل قرون إنما كان بفعل المسلمين عندما كانوا لله في الأرض خلائف، ولم يهبطوا من هذه القمة إلا عندما تحولوا في الأرض طوائف. وقد قضت سنة الله أن تختفي رياح المتفرقين، ويفشلوا في الحياة فشلا ذريعا. هكذا يقول الله تعالى : " وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ". نظر بعضنا إلى بعض، وقررنا السكوت عن الحدث المريب، فلو قلنا لصاحبنا هذا لا يجوز شرعا ولا يصح عرفا وقانونا، لخشينا أن يعلو صوته علينا ويتحول المشهد إلى عراك، وعندئذ تكون المفسدة أعظم. إننا معاشر المسلمين لدينا حصانة أخلاقية وعلمية تجنبنا الوقوع في هذه المزالق، وتخبرنا عن النتيجة قبل وقوعها، وقلّ ما يتوفر هذا العلم لغيرنا من الأمم، فالنصيحة لا يصح أن تكون بين الجموع، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، والدعوة كلها لا بد أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد تعلمنا من الشرع الحنيف أن المسلم كلما التزم بهذا السمت الإسلامي الراقي فسوف يريه الله في المخطئ بعض عجائبه. جلس ذات يومٍ حول النبي صلى الله عليه وسلم بعضُ أصحابه وفيهم أبو بكر رضي الله عنه، وفجأة بدأ أحد الناس يسب أبا بكر ويشتمه، والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم، حتى تألم أبو بكر رضي الله عنه من رغاء الرجل، فبدأ يدافع عن نفسه، ليس بالسب – حاشاه – وإنما بالزجر والتوبيخ ربما، عندئذ قام النبي صلى الله عليه وسلم وانصرف، فتبعه أبو بكر يجري، يا رسول الله: عندما كان يسبي كنتَ ساكتا فلما تكلمتُ قمت ؟! قال يا أبا بكر عندما كنتَ ساكتا كانت الملائكة تدافع عنك، فلما تكلمت ذهبت الملائكة وحضر الشيطان . سكتنا وانتظرنا ما يجري من الأحداث، وأضمرنا في أنفسنا إذا توفرت لنا فرصة أن ننصح صاحبنا على انفراد، فليس المسلم سوى باحث عن الحكمة فمتى ما وجدها فهو أحق بها. كما لا يصح أن تنطوي أحزانك على مشهد دون أن تبحث في الإسلام عن الحكمة في إصلاحه وإلا تحولنا إلى أمة تردم أخلاقها السئية بسمعتها، حتى لا يبقى على الوجه مُذْقةٌ من حياء . فجأةً ... تقدم إلى الصف ضابط كبير، وبدا لنا من مشيته أنه سيوقع على صاحبنا عقابا غليظا ، يا الله .. لطفك، ماذا يريد هذا الضابط، وما الذي سيصنعه ...... إلى البقية إن شاء الله . | ||||||||||||||
| |||||||||||||||
| ![]() |
| رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||||||||||||
|
| ||||||||||||||
| |||||||||||||||
| ![]() |
| رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||||||||||||
|
عندما قرر صاحبنا أن يتجاوز كل الأعراف والتقاليد، كانت أعين القوم ترمقه بشده، إلا أن أخلاقهم كما يبدوا كانت أرقى بكثير، إن المسلم عندما يتنازل عن منظومة أخلاق الإسلام ويبدو للناس وكأنه إنسان بدائي متخلف، فإن من حق الآخرين أن يفخروا عليه بأخلاقهم وتحضرهم، ولا ينفع أن تقنع الناس بأن أخلاق غير المسلمين مادية بحته، فهي تهدف إلى تنظيم الحياة لتظل المادة هي السيدة، وتظل المصالح موصو لة بها وجودا وعدما؛ لأن هذا النوع من الإقناع لا يكون مقبولا في ظل ممارسات خاطئة يرتكبها المسلم، وهو المنظر والموجه كما يقول !!! كنا في وضع لا نحسد عليه فنحن المسلمين كنا ولا نزال نقول للعالم بأننا أسياده في الأخلاق والعلم، وأن الذي استيقظت عليه الحضارة الإنسانية قبل قرون إنما كان بفعل المسلمين عندما كانوا لله في الأرض خلائف، ولم يهبطوا من هذه القمة إلا عندما تحولوا في الأرض طوائف. وقد قضت سنة الله أن تختفي رياح المتفرقين، ويفشلوا في الحياة فشلا ذريعا. هكذا يقول الله تعالى : " وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ". نظر بعضنا إلى بعض، وقررنا السكوت عن الحدث المريب، فلو قلنا لصاحبنا هذا لا يجوز شرعا ولا يصح عرفا وقانونا، لخشينا أن يعلو صوته علينا ويتحول المشهد إلى عراك، وعندئذ تكون المفسدة أعظم. إننا معاشر المسلمين لدينا حصانة أخلاقية وعلمية تجنبنا الوقوع في هذه المزالق، وتخبرنا عن النتيجة قبل وقوعها، وقلّ ما يتوفر هذا العلم لغيرنا من الأمم، فالنصيحة لا يصح أن تكون بين الجموع، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، والدعوة كلها لا بد أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد تعلمنا من الشرع الحنيف أن المسلم كلما التزم بهذا السمت الإسلامي الراقي فسوف يريه الله في المخطئ بعض عجائبه. جلس ذات يومٍ حول النبي صلى الله عليه وسلم بعضُ أصحابه وفيهم أبو بكر رضي الله عنه، وفجأة بدأ أحد الناس يسب أبا بكر ويشتمه، والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم، حتى تألم أبو بكر رضي الله عنه من رغاء الرجل، فبدأ يدافع عن نفسه، ليس بالسب – حاشاه – وإنما بالزجر والتوبيخ ربما، عندئذ قام النبي صلى الله عليه وسلم وانصرف، فتبعه أبو بكر يجري، يا رسول الله: عندما كان يسبي كنتَ ساكتا فلما تكلمتُ قمت ؟! قال يا أبا بكر عندما كنتَ ساكتا كانت الملائكة تدافع عنك، فلما تكلمت ذهبت الملائكة وحضر الشيطان . سكتنا وانتظرنا ما يجري من الأحداث، وأضمرنا في أنفسنا إذا توفرت لنا فرصة أن ننصح صاحبنا على انفراد، فليس المسلم سوى باحث عن الحكمة فمتى ما وجدها فهو أحق بها. كما لا يصح أن تنطوي أحزانك على مشهد دون أن تبحث في الإسلام عن الحكمة في إصلاحه وإلا تحولنا إلى أمة تردم أخلاقها السئية بسمعتها، حتى لا يبقى على الوجه مُذْقةٌ من حياء . فجأةً ... تقدم إلى الصف ضابط كبير، وبدا لنا من مشيته أنه سيوقع على صاحبنا عقابا غليظا ، يا الله .. لطفك، ماذا يريد هذا الضابط، وما الذي سيصنعه ...... إلى البقية إن شاء الله . | ||||||||||||||
| |||||||||||||||
| ![]() |
| رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||||||||||||
|
عندما قرر صاحبنا أن يتجاوز كل الأعراف والتقاليد، كانت أعين القوم ترمقه بشده، إلا أن أخلاقهم كما يبدوا كانت أرقى بكثير، إن المسلم عندما يتنازل عن منظومة أخلاق الإسلام ويبدو للناس وكأنه إنسان بدائي متخلف، فإن من حق الآخرين أن يفخروا عليه بأخلاقهم وتحضرهم، ولا ينفع أن تقنع الناس بأن أخلاق غير المسلمين مادية بحته، فهي تهدف إلى تنظيم الحياة لتظل المادة هي السيدة، وتظل المصالح موصو لة بها وجودا وعدما؛ لأن هذا النوع من الإقناع لا يكون مقبولا في ظل ممارسات خاطئة يرتكبها المسلم، وهو المنظر والموجه كما يقول !!! كنا في وضع لا نحسد عليه فنحن المسلمين كنا ولا نزال نقول للعالم بأننا أسياده في الأخلاق والعلم، وأن الذي استيقظت عليه الحضارة الإنسانية قبل قرون إنما كان بفعل المسلمين عندما كانوا لله في الأرض خلائف، ولم يهبطوا من هذه القمة إلا عندما تحولوا في الأرض طوائف. وقد قضت سنة الله أن تختفي رياح المتفرقين، ويفشلوا في الحياة فشلا ذريعا. هكذا يقول الله تعالى : " وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ". نظر بعضنا إلى بعض، وقررنا السكوت عن الحدث المريب، فلو قلنا لصاحبنا هذا لا يجوز شرعا ولا يصح عرفا وقانونا، لخشينا أن يعلو صوته علينا ويتحول المشهد إلى عراك، وعندئذ تكون المفسدة أعظم. إننا معاشر المسلمين لدينا حصانة أخلاقية وعلمية تجنبنا الوقوع في هذه المزالق، وتخبرنا عن النتيجة قبل وقوعها، وقلّ ما يتوفر هذا العلم لغيرنا من الأمم، فالنصيحة لا يصح أن تكون بين الجموع، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، والدعوة كلها لا بد أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد تعلمنا من الشرع الحنيف أن المسلم كلما التزم بهذا السمت الإسلامي الراقي فسوف يريه الله في المخطئ بعض عجائبه. جلس ذات يومٍ حول النبي صلى الله عليه وسلم بعضُ أصحابه وفيهم أبو بكر رضي الله عنه، وفجأة بدأ أحد الناس يسب أبا بكر ويشتمه، والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم، حتى تألم أبو بكر رضي الله عنه من رغاء الرجل، فبدأ يدافع عن نفسه، ليس بالسب – حاشاه – وإنما بالزجر والتوبيخ ربما، عندئذ قام النبي صلى الله عليه وسلم وانصرف، فتبعه أبو بكر يجري، يا رسول الله: عندما كان يسبي كنتَ ساكتا فلما تكلمتُ قمت ؟! قال يا أبا بكر عندما كنتَ ساكتا كانت الملائكة تدافع عنك، فلما تكلمت ذهبت الملائكة وحضر الشيطان . سكتنا وانتظرنا ما يجري من الأحداث، وأضمرنا في أنفسنا إذا توفرت لنا فرصة أن ننصح صاحبنا على انفراد، فليس المسلم سوى باحث عن الحكمة فمتى ما وجدها فهو أحق بها. كما لا يصح أن تنطوي أحزانك على مشهد دون أن تبحث في الإسلام عن الحكمة في إصلاحه وإلا تحولنا إلى أمة تردم أخلاقها السئية بسمعتها، حتى لا يبقى على الوجه مُذْقةٌ من حياء . فجأةً ... تقدم إلى الصف ضابط كبير، وبدا لنا من مشيته أنه سيوقع على صاحبنا عقابا غليظا ، يا الله .. لطفك، ماذا يريد هذا الضابط، وما الذي سيصنعه ...... إلى البقية إن شاء الله . | ||||||||||||||
| |||||||||||||||
| ![]() |
| رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||||||||||||
|
إن ابنا صغيرا يوشك القوم أن يشنقوه، لكن الأم الحنون سوف تصنع – بإلهام من الله – مشهدا يتسع أفقه في الخيال، وتظهر فيه بطولاتُ أمٍ تصارع الأحزان حينا، وتكافح الطغيان حينا، حتى تبدأ قصة الابن بالتابوت والنهر، ليستلم الدورَ أختٌ صبور. كانت الأخت الذكية – بتكليف من الأم - ترقب الملأ وهم ينتشلون الصبي، وتتحسس الأخبار دون أن يشعر بها أحد، فلما استقر الرأي على إبقائه حيا؛ تقدمت تقول: هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم، وهم له ناصحون. والتنصيص على " ناصحون " لمحةُ ذكاءٍ حاد، لأن بيت فرعون قرر أن يمنح موسى عليه السلام صفة " ابن "، فليس من المعقول تسليمه لمن لا يحسن نصحه ورعايته. انتهت المهمة بنجاح، لكنّ الذي لا بد من تذكّره هو أن هذا الفصل المهم من حياة موسى عليه السلام من صنع أخته المؤمنه . أما الفتاة الأخرى فقد كانت ترعى شؤون البيت عندما بلغ الأب مبلغا أقعده عن العمل، ولاحظت ما صنعه موسى عليه السلام من الموقف البطولي النبيل، فلم تتردد في ذكر ذلك لأبيها، فجاءت تمشي على الاستحياء، تقول بضع كلمات، لا تزيد عليها، لتصنع فصلا آخر في حياة موسى عليه السلام. إن ملخص هذه الحكاية اجتماع ( أم، وأخت، وزوجة ) في صناعة شخصية عظيمة اسمها موسى عليه السلام. وتلك هي إرادة الله لا تمنح الرجال فقط فرصةَ صناعة الحياة، كما يتصور البعض، بل هي من صنع الشقيقين، فسبحان الذي خلق الذكر والأنثى، وسبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى . | ||||||||||||||
| |||||||||||||||
| ![]() |
| رقم المشاركة : ( 48 ) | ||||||||||||||
|
| ||||||||||||||
| |||||||||||||||
| ![]() |
| رقم المشاركة : ( 49 ) | ||||||||||||||
|
| ||||||||||||||
| |||||||||||||||
| ![]() |
| رقم المشاركة : ( 50 ) | ||||||||||||||
|
بعد انقطاع طويل كان عليّ أن أفك أسر هذا القلم. إن أشغال الدنيا لا تتوقف، ووتيرة الحياة لا تهدأ، بيد أن محطات ضرورية يطلبها الجسم والروح بإلحاح ، فإن تم تجاوزها دون اكتراث تناقص وقود الحياة، وتنفست رئات من الأهواء تبحث عن قشة تتعلق بها أو جسم خائر تدفعه فيتهاوى. ولذلك كان لزاما أن ينشط حراك ثقافي ومعرفي عبر هذه الصفحات، يناقش الفهوم المكتملة أو الناقصة، ويحدد معاني المصطلحات الدافقه، وينشر عبر الحواري الراقي معارف جزيلة أخذت حقها من الحديث، ونالت قسطها من التدليل؛ عندها فقط تتقرر الحقيقة وتستبين الطريق. وفي القرآن الكريم افتراض جدلي لحجة الخصوم، تجعل لها مساحة من القبول المؤقت، ثم ينقضها في هدوء، وفي اللفظ المُدار أدبٌ تكشف حروفه عن عظمة الله، وتشرح للخلق سمت الحوار. وفي الحوار القرآني أسرار أخرى. إن النمرود لا يستطيع الإماتة والإحياء بالمفهوم الذي عناه إبراهيم عليه السلام، لكن الانتقال السريع إلى الاختبار الأصعب بتحويل شروق الشمس إلى المغرب، ليس اختصارا لطول الطريق، وإنما كشف عن قداسة النفس الإنسانية، وسرعة الإسلام في حمايتها إذا وضعت حقلا للتجارب والإفساد، فالذين سوف يقتلهم النمرود ليسوا مسلمين؛ لكنهم بشر لا يسمح الإسلام بقتلهم دون حق، ولا يقبل أن يكون الرهان في إهانة الإنسان، تلك هي بعض أسرار الحوار في القرآن تجمع مع رقي الأسلوب منهجا إلهيا يحمي النفس الإنسانية والشعور، ويصرف السنان واللسان بعيدا عن القتل أو التجريح للشعور وكشط الإحساس أو حتى القبول الجدلي بوضعها مؤقتا برهانا لفشل الخصوم. ولنتأمل الآن روعة هذا الحوار : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ". من هنا سوف نبدأ بحول الله. | ||||||||||||||
| |||||||||||||||
| ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
من , التواجد , الشيخ , الهادي , درر , سيف , كنوز |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الشيخ محسن بن زهران بن محمد العبري رحمه الله | عابر الفيافي | علماء وأئمة الإباضية | 6 | 11-23-2012 01:16 PM |
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله , رجل في أمة | عابر الفيافي | علماء وأئمة الإباضية | 0 | 05-03-2012 03:25 PM |
كتاب : الفتاوى كتاب الصلاة ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي | عابر الفيافي | نور الفتاوى الإسلامية | 8 | 10-26-2011 09:29 PM |
الشيخ محمد بن شامس البطاشي (رحمه الله) | جنون | علماء وأئمة الإباضية | 4 | 12-19-2010 06:42 AM |
الشيخ أبو مسلم البهلاني في سطور ذهبية | بلسم الحياة | علماء وأئمة الإباضية | 3 | 11-30-2010 06:30 PM |