تنبيه هام |
الإهداءات ![]() |
المكتبة الإسلامية الشاملة [كتب] [فلاشات] [الدفاع عن الحق] [مقالات] [منشورات] |
![]() |
| أدوات الموضوع ![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
| ||||||||||||||||
| ||||||||||||||||
![]() {العقيدة الوهبية} لابي مسلم البهلاني {الفصل الثاني} الفصل الثاني الدرس الأول {في أصول معرفة التوحيد} بسم الله الرحمن الرحيم التَّلْمِيذُ : مَا هو الوَاجِبُ العَقْليُّ ؟ الأُسْتَاذُ : هُو مَا لا يُتَصَوَّرُ فِي العَقْلِ عَدَمُهُ . التَّلْمِيذُ : مَا مِثَالُهُ ؟ الأُسْتَاذُ : مِثَالُهُ : مَعْرِفَةُ أَنَّ لِلْفِعْل الثَّابِتِ فَاعِلاً ، وَمَعْرِفَةُ ثُبُوتِ القُدْرةِ لِمَنْ ثَبَتَ لَهُ الفِعلُ ، وهي القُدْرَةُ المُقارِنَةُ لِلْفِعْلِ ، وهي مَجْمُوعُ ما يَتَوَقَّفُ عَلَيْهِ الفِعْلُ مِنْ وُجُودِ الشَّرائِطِ ، وانْتِفَاءِ المَوَانِعِ ،لا القُدْرةُ الَّتي بِمَعْنَى نَفْي الزَّمَانَةِ والعَجْز ؛ لأنَّها سَابِقَةٌ لَهُ ، لَكنْ لابُدَّ مِنْ وُجُودِها أيضاً ، ومَعْرِفَةُ ثُبوتِ العِلْم لِمَنْ ثَبَتَتْ لَهُ القُدرةُ ، وثُبُوتِ الحَياةِ لِمَنْ ثَبَتَتْ لَهُ القُدْرةُ والعِلْمُ ، وثُبُوتِ الوُجُودِ لِمَنْ ثَبَتَتْ لَهُ الحَياةُ ، فالفِعْلُ يَسْتَلْزِمُ القُدْرةَ ، والقُدْرةُ تَسْتَلْزِمُ العِلْمَ ، والعِلْمُ يَسْتَلْزِمُ الحَيَاةَ ، والحَيَاةُ تَسْتَلْزِمُ الوُجُودَ . التَّلْمِيذُ : ما المُسْتَحِيلُ ؟ الأُسْتَاذُ : هُوَ مَا لا يُتَصَوَّرُ في العَقْلِ وُجُودُهُ . التَّلْمِيذُ : ما مِثَالُهُ ؟ الأُسْتَاذُ : اجْتِماعُ الضِّدَّيْنِ ، وَوُجُودُ شَيءٍ وَاحِدٍ في مَكَانَيْنِ في وقتٍ واحدٍ ، وتحريكُ الجِسْمِ إلى جِهَتَينِ في وَقْتٍ وَاحِدٍ ، وَهَذا دَاخلٌ في المِثْالِ قَبْلَهُ . التَّلْمِيذُ : ما الجَائِزُ ؟ الأُسْتَاذُ : هُو ما يَصِحُّ في العَقْلِ وُجُودُهُ وعَدَمُهُ . التَّلْمِيذُ : ما مِثَالُهُ ؟ الأُسْتَاذُ : مِثالُهُ الخَلْقُ والإِمَاتَةُ والْبَعْثُ في حَدِّ ذَاتِها ، وأَمَّا بِالنَّظَرِ إِلى الوُقُوع فَذَلِكَ مِنَ الوَاجِبِ بالْغَيْرِ ، لاَ مِنَ الوَاجِبِ العَقْلِيِّ . التَّلْمِيذُ : هل حَصَرَ العُقَلاءُ العُلُومَ الوَاصِلَةَ إِلى العِبادِ ؟ الأُسْتَاذُ : نَعَمْ ؛ حَصَرُوهَا في ثَلاثةِ أَقْسَامٍ جَعَلُوهَا طُرُقاً لِلْمَعْلُومَاتِ . التَّلْمِيذُ : أفِدْنِي إيَّاها . الأُسْتَاذُ : أَبْشِرْ بِالإِفَادةِ ، هي : حِسٌ مَطْبُوعٌ وعَقْلٌ مَجْمُوعٌ وقَدْ مَرَّ بِكَ ذِكْرُهُما وثَالِثُ الطُّرُقِ الشَّرْعُ المَسْمُوعُ . التَّلْمِيذُ : ما هُو الشَّرْعُ المَسْمُوعُ ؟ الأُسْتَاذُ : هُو ما ثَبَتَ بِالكِتَابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ أو القِياسِ ، والكِتَابُ أَصْلٌ لِلسُّنَّةِ ، لِقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ : { وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى} ولقوله : { وَمَا ءاتَٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ} ، والسُّنْةُ أَصْلٌ لِلإِجْماع لِقَولِهِ صلى اله عليه وسلم (لا تَجْتَمِعُ أُمَتِي على الضَّلاَلَةِ) ، والإِجْمَاعُ أَصْلٌ لِلْقيَاسِ ، لأَنَّهُ ما ثَبَتَ إِلا بِالإِجْمَاعِ ولو جَاءَ أَيْضاً مِنْ خَبرِ الآحادِ كَمَا رُويَ عنه صلى الله عليه وسلم قال لِمُعَاذٍ (قِسْ ما لَمْ تَجِدْ في السُّنَّةِ والقُرْآنِ على مَا فِيْهما ) وكَذَلِكَ الإِجْمَاعُ أَصْلُهُ الكِتْابُ والسُّنَّةُ ، إِلا أنَّه لا يَدْري كُلُّ وَاحِدٍ مَوْضِعَ اسْتِنْبَاطِهِ مِنْهُما ، ولا يُعْتَدَّ بِنَفْي نَافِيه وقَوْمُنا يَقُولُونَ لا يُطْلَقُ الشَّرْعُ على ما ثَبَتَ بِالْقِياسِ والأَصلُ الكِتَابُ والسُّنَّةُ والإِجْمَاعُ . يُتبع... Vhgurd]m hg,ifdmC ghfd lsgl hgfighkd Vhgtwg hgehkdC lsgl hgehkd hgfighkd hgurd]m hgtwg الموضوع الأصلي: {العقيدة الوهبية} لابي مسلم البهلاني {الفصل الثاني} || الكاتب: عابر الفيافي || المصدر: منتديات نور الاستقامة
|
| رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||||||||||||
|
الأُسْتَاذُ : بَلَى لَهُ مَعْقُولٌ مُنْقَسِمٌ إِلْى ثَلاثَةٍ . التَّلْمِيذُ : مَا هِي الثَّلاثَةُ ؟ الأُسْتَاذُ : أَوَّلُهُا مَعْنَى الخِطابِ ، وهُو ما دَلَّ عليه اللَّفْظُ ، سَواءٌ كانَ حَقِيقَةً أَمْ مَجَازاً ، نَحْو قَوْلِكَ : جَاءَ أَسَدٌ يُصَلَّي ، فَالأسَدُ مَجَازٌ عَنْ الرَّجُلِ الجَرِيء ، ويُسَمَّى هذا القِسْمُ مَنْطُوقاً التَّلْمِيذُ : مَا القِسْمُ الثَاني ؟ الأُسْتَاذُ : هُو المَفْهُومُ مِنْ مَعْنَى الخِطَابِ المُوافِقِ لَهُ ، فإِنْ كانَ أَوْلَى بِالحُكْمِ مِنْ مَعنى الخِطَابِ سُمِّيَ : فَحْوَى الخِطَابِ ، والفَحْوَى ما يُفْهَمُ على سَبِيلِ القَطْعِ كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ { فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍ} فَالمَنْطُوقُ بِهِ النَّهْيُ عَنْ أَنْ يَقُولَ لَهُما أُفِّ ، والمَفْهُومُ النَّهْيُ عَمَّا هُو أَضَرُّ مِنْ ذَلِكَ ، كَالضَرْبِ والشَّتْمِ ونَحْوِهِما ، وذَلِكَ أَشَدُّ تَحْرِيماً مِنْ قَوْلِ أُفٍّ ، والتَّحْرِيمُ الأَشَدُّ هُنا حُكْمٌ أَوْلَى بِالإِجْتِنَابِ لِشِدَّةِ حُرْمَتِهِ أَخْذَاً مِنَ الحُكْمِ الأَسْهَلِ المَنْطُوقِ بِهِ . وإِنْ كانَ المَفْهُومُ مِنْ مَعَنى الخِطابِ مُسَاوياً لَهُ في الحُكمِ ، فَهُوَ لَحْنُ الخِطَابِ ، ومَعْنى اللَّحْن : صَرْفُ الكَلامِ إِلى تَعْرِيضٍ كَقَولِهِ تَعَالى { وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ} فَالمَنْطُوقُ بِهِ النَّهْيُ عَن الأَكْلِ والمَلْحُونُ بِهِ كُلُّ إِتْلافٍ ، وتَحْرِيمُ الأَكلِ وَتَحْرِيمُ الإِتْلافِ بِغَيْرِ الأَكْلِ سَوَاءٌ وإِنْ قُلْنا : اسْتُعْمِلَ الأَكْلُ في مُطْلَقِ الإِتْلافِ فَذَلِكَ مَجَازٌ مُرْسَلٌ ؛ مِنْ اسْتِعْمَالِ لَفْظِ المَعْنَى الخَاصِّ في المَعْنَى العَامِّ وَبَسْطُ هذا في أُصُولِ الفِقْهِ فَرَاجِعْهُ . التَّلْمِيذُ : ما القِسْمُ الثَّالِثُ ؟ الأُسْتَاذُ : هُو دَليلُ الخِطابِ ، أَيْ : مَدْلُولُ الخِطَابِ ، أي : الحُكْمُ الذي يَدُلُّ عليه الخِطَابُ ، وهُو مَفْهُومٌ خَالفَ المَنْطُوقَ به في الحُكْمِ وأَقْسَامُهُ المُتَّفَقُ عَليها ثَمَانِيَةٌ . التَّلْمِيذُ : أُحِسُّ بِتَعَطُّشٍ وَشَوْقٌ إلى تِلْكَ الأَقْسَامِ الثَّمَانِيةِ ، فَمَا هِيَ؟ الأُسْتَاذُ : أَوَّلُها مَفْهُومُ الحَصْرِ ، نَحْو : ما قامَ إِلاَّ زَيدٌ ثَانِيها : مَفْهُومُ الصِّفَةِ ، نَحو : أَكْرِمِ الرَجُلَ العَالِمَ ثاَلِثُها : مَفْهُومُ الشَّرْطِ ، نحو : إِنْ جِئْتَني أَكْرَمْتُكَ رابِعُها : مَفْهُومُ الغَايَةِ ، نَحوَ : اسْتَعْمِلْ عَبْدَكَ إِلى الَلَيِلِ خَامِسُهَا : مَفْهُومُ الزَمَانِ ، نَحوَ : أَكْرِمْ زَيْداً يَوْمَ الجُمُعَةِ سَادِسُهَا : مَفْهُومُ المَكَانِ ، نَحوَ : أَكْرِمْ زَيْداً في المَسْجِدِ سَابِعُها : مَفْهُومُ العَدَدِ ، نَحوَ : أَعْطِ زَيْداً عَشْرَةَ دَرَاهِمَ ثَامِنُهَا : مَفْهُومُ اللَّقبِ ، نَحوَ : أَكْرِمْ زَيْداً التَّلْمِيذُ : أَكُلُّ هَذِهِ المَفَاهِيمِ حُجَةٌ ؟ الأُسْتَاذُ : يُسْتَثْنَى مَفْهُومُ اللَّقَبِ فَلَيْسَ بِحُجَةٍ ، وأَمَّا سَائِرُهَا فَحُجَةٌ ، وَارْجِعْ في تَفْصِيلِ هَذا إِلى أَسْفَارِ أُصُولِ الفِقْهِ فَلَيْسَ هُنا مَحَلُّهُ . التَّلْمِيذُ : قَدْ تَحَقَّقْتُ قَطْعاً وُجُوبَ المُؤَثِّرِ لِلأَثَرِ ، والصَّانِعِ لِلصَّنْعَةِ ، وَرُجُوعَ الأَمْرِ وُجُوباً عَقْلِيّاً إلى صَانِعٍ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ قَدِيماً ، فَحَقِّقْ لي بُرْهَانَ القِدَمِ الوَاجِبِ لِلْوَاجِبِ الوُجُودِ جَلَّ جَلالُهُ. الأُسْتَاذُ : يَجِبُ القِدَمُ لِلْوَاجِبِ الوُجُودِ جَلَّ شَأْنُهُ بِحُجَةٍ تَقُومُ عَلَيْكَ مِنْ عَقْلِكَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَجِبُ إِنْحِصَارُ كُلِّ مَوُجُودٍ في القِدَمِ والحُدُوثِ ، فَمَهْمَا انْتَفَى أَحَدُهُما تَعَيَّنَ الآخَرُ . والحُدُوثُ مُسْتَحِيلٌ في حَقِهِ تَعَالى جَدُّهُ ؛ لإسْتِلْزَامِ الحُدُوثِ مُحْدِثاً ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ الشيءَ لا يُحْدِثُ نَفْسَهُ ، ولَوِ اتَّصَفَ المُحْدِثُ بِالحُدُوثِ لأسْتَلْزَمَ مُحْدِثاً ، وهَكَذَا. فَإِنْ إِنْحَصَرَ العَدَدُ لَزِمَ الدَّوْرُ ، وَهُو تَوَقُّفُ الشَّيءِ عَلَى ما يَتَوَقَّفُ عَلَيْهِ الآخَرُ بِمَرْتَبَةٍ ، أو بِمَرَاتِبْ ، واسْتِحَالَةُ الدَّوْرُ ظَاهِرَةٌ لِلُزُومِ تَقَدُّمَ كُلٍّ مِنْ المُحْدِثَيْنِ قَبْلَ الآخَرِ ، وَتَأَخُرِه عَنْهُ ، وَذَلِكَ جَمْعٌ بَيْنَ مُتَنَافِيَيْنِ ، بلْ ويَلْزَمُ تَقَدُّمُ كُلَّ وَاحِدً مِنْهُما عَلَى نَفْسِهِ وتَأخُّرُهُ ، وَتَوَقُّفُ الشَّيءِ عَلى نَفْسِهِ ، والكُلُّ مُحَالٌ ، وَمَا أَدَّى إِلى المُحَالِ فَهُو مُحَالٌ ، وإِنْ لَمْ يَنْحَصِرِ الْعَدَدُ ، وكَانَ قَبْلَ كُلِّ مُحْدَثٍ مُحْدِثٌ آخرُ قَبْلَهُ ، لَزِمَ التَّسَلْسُلُ ، وَهُو تَرْتِيبُ أُمُورٍ غَيْرِ مُتَنَاهِيَةٍ . وَذَلِكَ مُحَاٌلٌ ، لأَنَّهُ يُؤَدَّي إلى فَراغَ مالا نِهايَةَ لَهُ ، وَذَلِكَ لا يُعْقَلُ . وإِذا اسْتَحَالَ عَلَى وَاجِبِ الوُجُودِ لِذَاتِهِ الوُجُودُ والحُدُوثُ ؛ تَعَيَّنَ لَهُ وُجُوبُ الوُجُودِ وَالقِدَمُ . وَإِذا ثَبَتَ أَنَّ القِدَمَ لِلهِ وَحدَهُ ؛ ثَبَتَ أَنَّهُ بَدِيعُ السَّمَواتِ والأَرْضِ ومَا فِيهِنَّ ، لا خَالِقَ ولا مُحْدِثَ غَيْرُهُ ، قال سبحانه : { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} وقال تعالى { أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} فَيَتَفَرَّعُ عَلَى هَذا ثُبُوتُ الوَحْدَانِيَّةِ لَهُ جَلَّ جَلاَلُهُ ؛ بِدَلِيلِ العَقْلِ ومَسْمُوعِ الشَّرْعِ ، لكِنَّ الَّذي قّامّتْ بِهِ الحُجَّةُ ، وأُلزِمَ بِهِ الخَلْقُ ، وَقُطِعَ بِهِ عُذْرُهُم ، هُوَ الشَّرْعُ عَلَى الرَّاجِحِ ، كَمَا دَلَّتْ عَليْهِ النُّصُوصُ. وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لا فَرْضَ إِلاَّ بِثُبُوتِ شَرْعٍ عَلَيْهِ، نَعَمْ ؛ الإِقْرَارُ بِوُجُودِ الصَّانِعِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَوَحْدَانِيَّتَهُ مِنْ ضَرُوريَّاتِ العَقْلِ ، كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ ، إِلا أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَرِدِ الشَّرْعُ بِذَلِكَ ؛ لَمْ تَقُمْ عَلَيْنَا حُجَّةٌ ، وَلَمْ يَتَرَتَّبْ ثَوَابٌ وَلا عِقَابٌ . | ||||||||||||||
| |||||||||||||||
| ![]() |
| رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||||||||||||
|
الدرس الثاني: {فيِ نُعُوْتِ الْبَارِئ كَمَا قَرَّرَتْها سُورَةُ الإِخْلاصِ} بِسْمِ اْللَّهِ اْلرَّحْمَنِ اْلرَّحِيمِ التَّلْمِيذُ : مَا هِيَ أَنْوَاعُ الشِّرْكِ المُسْتَفَادُ نَفْيُها مِنْ سُورَةِ الإِخْلاَصِ ؟ الأُسْتَاذُ : - أَوَّلُها : الكَثْرَةُ ، نَفَاهُ اللهُ سُبْحَانَهُ بِقَولِهِ : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. - ثَانِيها : التَّقَلُّبَ والنَّقَائِصُ ، نَفَاهُ اللهُ سُبْحَانَهُ بِقَولِهِ : { اللَّهُ الصَّمَدُ}. - ثَالِثُها : كَوْنُهُ تَقَدَّسَ كَمَالُهُ عِلَّةً أو مَعْلُولاً ، نَفَاهُ اللهُ سُبْحَانَهُ بِقَولِهِ : { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} - رَابِعُها : الأَضْدَّادُ والأشْكَالُ ؛ نَفَاهُ سُبْحَانَهُ بِقَولِهِ { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} التَّلْمِيذُ : مَا مَعْنَى أَحَدْ ؟ الأُسْتَاذُ : هُوَ المُنْفَرِدُ بِالصِّفَاتِ كَالوُجُوبِ ، وفي اسْتِحْقَاقِ العِبَادَةِ ، أو : مَعْنَاهُ : أَنَّهُ لا تَرْكِيبَ فَيهَ أَصْلاً . التَّلْمِيذُ : مَا مَعْنَى الوَاحِدِ ؟ الأُسْتَاذُ : الوَاحِدِ عَلَى الحَقِيقَةِ هُوَ اللهُ وَحْدَهُ جَلَّ جَلاَلُهُ ، أَلاَ تَرَى الوَاحِدَ مِنَّا مَثَلاً إِثْنَانْ ، جَسَدٌ وَرُوحٌ ، وَمِنْ إِثْنَيْن ، ذَكَرٌ وَأُنْثَى ، وبِإثْنَيِنْ ، طَعَامٌ وَشَرَابٌ ، وَفِي إِثْنَيْن ، لَيْلٍ وَنَهَارٍ ، وَبَيْنَ إِثْنَيْن ، حَرَكَةٍ وَسُكُونٍ ، وَمَعْ ذَلِكَ فأَحَدُنا مُرَكَّبٌ مِنْ عِدَّةِ أَجْزَاء ، وَرَبُّنا الحَقُ مُنَزَّهٌ عَنْ كُلِ ذَلِكَ كُلِهِ . التَّلْمِيذُ : مَا مَعْنَى الصَّمَد ؟ الأُسْتَاذُ : الصَمَّدُ جَلَّ جَلاَلُهُ : إِسْمٌ لا يَسْتَحِقُّهُ عَلَى الحَقِيقَةِ إِلاَّ رَبُّنا تَعَالى جَدُّه ، وَمَعْنَاهُ في الأَصْلِ : السَّيِّدُ المُنْتَهِي في السُّؤْدَدِ ، ولا يَكُونُ على الحَقِيقةِ كَذَلِكَ غَيْرُهُ تَعَالى ، وَقِيلَ : الصَّمَدُ : المَقْصُودُ فِي طَلَبِ الحَوَائِجِ ، وَهَذا رَاجِعٌ إِلى المَعْنَى الَّذي قَبْلَهُ ، فَإِنَّ السَّيِّدَ مَقْصُودٌ في الحَوَائِجِ ، وَفيهِ أَقْوَالٌ أُخَرُ . التَّلْمِيذُ : مَا أَصْلُ الإِسْمِ ؟ الأُسْتَاذُ : الإِسْمُ مُشْتَقٌ مِنَ السُّمُوِّ ، وَهُوَ الإِرْتِفَاعُ ، هَكَذا اشْتِقَاقُهُ عَلى قَوْلِ البَصْرِيِّيْنِ ، فَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَم يَزَلْ مُسَمَّى وَمَوْصُوفاً قَبْلَ وُجُودِ المَخْلُوقَاتِ ، وبَعْدَ وُجُودِها ، وَبَعْدَ فَنَائِها ، لا تَأْثيرَ لِخَلْقِهِ في أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ ، هَذا مُعْتَقَدُنا مَعْشَرَ أَهْلِ الإِسْتِقَامَةِ ، وَوَافَقَنَا عَلَيْهِ الأَشَاعِرَةُ . التَّلْمِيذُ : مَاذا يُقَابِلُ هَذَا القَولَ ؟ الأُسْتَاذُ : يُقَابَلُهُ قَولُ الكُوفِيِّينَ أَنَّ الإِسْمَ مُشْتَقٌ مِنَ السِمَةِ ، وهِيَ العَلاَمَةُ ، و بِهِ قَالَتِ النُّكَّارُ وَالمُعْتَزِلَةُ ، قَالُوا : كَانَ اللهُ في الأَزَلِ بِلا اسْمٍ ، ولا صِفَةٍ ، فَلَمَّا خَلَقَ الخَلْقَ وُسِمَ بِأَسْمَاءَ وَصِفَاتٍ ، فَإِذا أَفْنَاهُمْ بَقِيَ بِلا صِفَةٍ ولا اسْمٍ ، وَهَذَا خَطَأٌ فَاحِشٌ . التَّلْمِيذُ : مَا المُرَادُ بِالإِسْمِ ؟ الأُسْتَاذُ : إِذا أُرِيدَ بِهِ اللَّفْظُ فَهُو غَيْرُ المُسَمَّى ، وإِذا أُرِيدَ المَعْنَى فَهُو عَيْنُ المُسَمَّى ، بَيَانُهُ : أَنَّكَ إذا قُلْتَ : كَتَبْتُ مُحَمَّداً ؛ وإِذا قُلْتَ : أَتَيْتُ مُحَمَّداً ، فَمُرَادُكَ الشَّخْصُ المَدْلُولُ عَلَيْهَ بِلَفْظَةِ (مُحَمَّد) ، فإِذا قُلْتَ مَثَلاً في : مُحَمَّدٌ قائِمٌ ؛ مُحَمَّدٌ مُبْتَدأٌ ، وقَائِمٌ خَبَرُهُ ، أو قُلْتَ مَثَلاً : رأَيْتُ مُحَمَّداً ، أَوْ قُلْتَ : مَرَرْتُ بِمُحَمَّدٍ ، فالأَعَارِيبُ إِنَّما تَجْرِي على لَفْظَةِ (مُحَمَّدٍ) ، وإِنْ كَانَتِ الأَحْوَالُ والأَفْعَالُ وَإِسْنَادُ المَعَاني يُرَادُ بِهَا ذَاتُ (مُحَمَّدٍ) المَدْلُولُ عَلَيْهَا بِلَفْظَةِ (مُحَمَّدٍ) الَّتي تَنَاوَبَتْها الأَعَارِيبُ المُخْتَلِفَةُ فَافْهَمْ ، فإِذَا قُلْتَ مَثَلاً : أَعْبُدُ اللهَ ، فَإِنَّكَ تَعْني بِالْمَعْبُودِيَّةِ ذَاتَ اللهِ ، لا الإِسْمَ الدَّالَّ عَلى المَعْبُودِ الحَقِّ بِمُجَرَّدِهِ ، وإِلاَّ كُنْتَ عَابِدَاً لِلْحَرْفِ , فَتَبَصَّرْ. | ||||||||||||||
| |||||||||||||||
| ![]() |
| رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||||||||||||
|
الدرس الثالث فِي أَصْلِ لَفْظِ اسْمِ الجَلالَةِ التَّلْمِيذُ :مَا أَصْلُ لَفْظِ اسْمِ الجَلاَلَةِ ؟ الأُسْتَاذُ : (اللهُ) عَلَمٌ عَلَى الذَّاتِ الوَاجِبِ الوُجُودِ لِذَاتِهِ ، المُسْتَحِقِّ لِجَمِيعِ الكَمَالاَتِ ، أَمَّا اشْتِقَاقُهُ فَقَدِ اخْتَلَفَ فِيهِ العُلَمَاءُ ، فَقِيلَ : هُو مُشْتَقٌ مِنْ أَلِهَ بِوَزْنِ عَلِمَ ، إِذَا تَحَيَّر ، لِتَحَيُّرِ الخَلْقِ فِي مَعْرِفَتِهِ وَعَظَمَتِهِ . وَقيلَ : مُشْتَقٌ مِنْ أَلِهَ كَعَلِمَ أَيْضاً ، إِذا تَعَبَّدَ بِالبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ ، أَي : طَلَبَ العِبَادَةَ . وَقيلَ : هُوَ اسْمٌ جَامِدٌ غَيْرُ مُشْتَقٍّ ، وهُوَ رَأْيُ الخَلِيلُ بن أَحْمَد . وَيُحْكَى أَنَّهُ رُئْيَ فِي المَنَامِ فَقِيلَ لَهُ : مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ ؟ فَقالَ : غَفَرَ لِي بِقَولي فِي اسْمِهِ تَعَالى : إِنَّهُ غَيْرُ مُشْتَقٍّ . وَقَالَ بَعْضُهُم كَلاَماً حَاصِلُهُ : حَيْثُ ذُكِرَ الِإشْتِقَاقُ في اسْمِهِ تَعَالى فَالمُرَادُ بِهِ أَنَّ المَعْنَى مَلْحُوظٌ في ذلك الإِسْمِ ، وإِلاَّ فَشَرْطُ كَوْنِ اللَّفْظِ مُشْتَقّاً : كَوْنُهُ مَسْبُوقاً بِالمُشْتَقِّ مِنْهُ ، وَأَسْمَاءُ اللهِ تَعَالى لَيْسَتْ مَسْبُوقَةً بِشَيءٍ لِقِدَمِهَا ، فَقَالَ صَاحِبُ الجَوْهَرَةِ وَعِنْــــدَنـَــا أَسْمَـــاؤُهُ العَظِيْمَــــةْ *** كَـــذَا صِفَــــاتُ ذَاتِــهِ قَـــدِيْمَـــةْ أَيْ أَنَّ أّسْمَاءَ اللهِ الجَلِيلَةَ الدَّالَةَ على مُجَرَّدِ ذَاتِهِ كاللهِ ، أو بإِعْتِبَار الصِّفَةِ كالعَالِمِ والقَادِرِ ، قَدِيمَةٌ لإِعْتِبَارِ التَّسْمِيَةِ بِها ، فَهُو الَّذي سَمَّى ذَاتَهُ العَليَّةَ بِهَا أزَلاً ، وصَفَاتُهُ الذَّاتِيِّةُ قَدِيمةٌ أَيضاً غَيْرُ مَسْبُوقَةٍ بِالعَدَمِ ، على أَنَّ الإخْتِلافَ المَذْكُورَ إِنَّما هُوَ في لَفْظِ (إِلَهٍ) لا فِي لَفْظِ الجَلاَلَةِ. قال القُشَيْرِيُّ : (إِنَّ جَمِيعَ أَسْمَاءِ اللهِ تعالى صَالِحَةٌ لِلتَّسْمِيةِ بِها ، والإِتِّصَافِ بِمَدْلُولاتِها ، بِأَنْ يَتَّصِفَ شَخْصٌ بِالقُدْرةِ والعِلْم والرَّحْمَةِ مَثَلاً ، وإِنْ كانَ بَيْنَ الصِّفَةِ القَدِيمةِ والحَادِثَةِ فَرْقٌ بَعِيدٌ ، إِلاَّ هذا الاسْم ، فإِنَّهُ لِلتَّعَلُّقِ دُونَ التَّخَلُّقِ ، أي : أنَّهُ صالِحٌ لِلتَّوسُّلِ بِهِ لِلْعِبادَةِ لا للإِتِّصافِ بِمَدْلُولِهِ الَّذي هو الأُلُوهِيَّةُ ، فَلَا يُسَمَّى بِهِ غَيْرُهُ ، قال تَعَالى {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } أَيْ : لا أَحْدَ يُسَمَّى اللهَ غَيْرُهُ تَعَالى ، فالإِسْتِفْهَامُ إِنْكَارِيٌّ). وقِيْلَ : (اللهُ) أَصْلُهُ : إِلَهٌ ، فَحُذِفَتْ هَمْزَتُهُ ، وأُدْخِلَ عَلَيْهِ الأَلِفُ واللَّامُ ، فَخُصَّ بِالبَارئِ تَعَالى لِتَخَصُّصِهِ بِهِ ، قال تَعَالى : {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } و (إِلَه) جَعَلُوه ُاسْماً لِكُلِ مَعْبُودٍ لَهُمْ ، وكَذَا الذَّاتُ ، وسَمَّوا الشَّمْسَ آلِهَةً لإِتِخَّاذِهِمْ إِيَّاها مَعْبُوداً ، وأَلِهَ فُلانٌ يأْلَهُ : عَبَدَ ، وقيلَ تأَلَّهَ ، فالإِلهُ عَلى هذا هُو المَعْبُودُ . وقِيْلَ : هو مِنْ ألِهَ ، أي : تَحَيَّر ، وتَسْمِيَتُهُ بِذَلِكَ إِشَارةٌ إلى مَا قَالَ عليُّ بن أَبي طالب : (كَلَّ دُونَ صِفَاتِهِ تَحْيِيرُ الصِّفاتِ ، وضَلَّ هُنَاكَ تَصَارِيفُ اللُّغَات). وذَلِكَ أَنَّكَ إذا تَفَكَّرْتَ في صِفَاتِ اللهِ تَحَيَّرتَ فيها ، ولِهَذا رُوي : ( تَفَكَّرُوا في آلاءِ اللهِ ولا تَتَفَكَّرُوا في اللهِ ) . وقِيلَ : أَصْلُهُ وِلاَهٌ ، فَأُبْدِلَ من الواو هَمْزَةٌ ، وتَسْمِيتُهُ بِذَلِكَ لِكَونِ كُلِّ مَخْلُوقٍ وَالِهاً نَحْوَه ، إِمَّا بالتَّسْخِيرِ فَقط كَالجَمَادَاتِ والحَيَواناتِ ، وإمَّا بِالتَّسْخِيرِ والإرَادةِ مَعَاً كَبَعْضِ النَّاسِ ، ومِنْ هَذَا الوَجْهِ قال بعضُ الحُكَماءِ : اللهُ مَحْبُوبُ الاشْيَاءِ كُلِّها ، وعَلَيه دَلَّ قَوْلُه تَعَالى {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} وقيلَ : أَصْلُهُ مِنْ لاَهَ يِلُوهُ لِيَاهَا ً، أَيْ : احْتَجَبَ ، قالوا : وذلك إِشَارةٌ إلى ما قاله تعالى {لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ} والمُشَارُ إِلَيهِ بالبَاطِنِ في قَوْلِهِ : {والظَّاهِرُ والباطِنُ}. ثُمَّ لَفْظُ (إلَهٍ) حَقُّهُ أَنْ لا يُجْمَعَ إِذْ لا مَعْبُودَ سِواهُ ، لَكنَّ العَرَبَ في جاهِليَّتِهِم وشِرْكِهِمْ اعْتَقَدُوا أَنَّ هَا هُنا مَعْبُوداتٍ غَيْرَه سُبْحَانَهُ ، وبِنَاءً عَلَى زَعْمِهِم الكَاذِب جَمَعُوه ، فَقالُوا : الآلِهَة ، قال تعالى : {أَمْ لَهُمْ ءَالِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا } وقال {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} وقُرِئ : وإلاهَتَكَ ، أي : وَعِبَادَتَك . وقولُهم : لاَهِ أَنْتَ ، أي : للهِ أَنْتَ ، وَحُذِفَ أَحدُ اللَّامَيْن. ولَفْظَةُ (اللهمَّ) قيلَ : مَعْنَاها : يا الله ، فأُبْدِلَ مِنَ الياءِ في أَوَّلِهِ المِيْمَانِ في آخِرِهِ ، فَخُصَّ بِدُعاءِ اللهِ ، وقيلَ : تَقْدِيرُهُ : يا اللهُ أَمِّنَّا بِخَيْرٍ ، أي مُرَكَّبٌ تَرْكِيبَ (حَيَّهَلَا). قال أبو سَهْلٍ – مِنْ عُلَماءِ الدَّعوةِ في المَغْرِب رَحِمَهُ اللهُ - : (قال جابِرُ بن زَيْدٍ : اسْمُ اللهِ الأَعْظَمُ هُو اللهُ ، ألا تَرَى أَنَّهُ يُبْدَأُ بِهِ في كُلَّ شَيءٍ. وعن ابنِ عَباس في بِسْمِ اللهِ : أي : الَّذي يألَهُ إليه كُلُّ شيءٍ ، ومَفْزَعُ كُلِّ شيءٍ ومَلْجَأُه . وقيلَ : (اللهُ) اسْمُ اللهِ الأَعْظَم ؛ لأَنَّه لا يُشَارِكُهُ فِيهِ أَحَدٌ ، قال الله تعالى : {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} أي : شَبِيهاً في اسْمٍ أو فِعْلٍ . وَقَالَ في المُوْجِز : (اللهُ) اسْمٌ لِلْمَعْبُودِ الذي لا يَسْتَحِقُّ العِبَادَةَ إِلَّا هُو . وقيل : اسْمٌ تُبْنَى عَلَيْهِ الصِّفاتُ ، وتَدُورُ عَليهَ الأَسْماءُ . وقال قومٌ : مَأْخُوذٌ مِنْ العُلُوِّ في الصِّفةِ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : لاَهَتِ الشَّمْسُ ؛ إذا عَلَتْ . واخْتَلَفُوا فيهِ : هَلْ هُوَ اسْمُ عَلَمٍ عَلَى الذَّاتِ ، أو ْمُشْتَقٌ مِنَ الصِّفَةِ ؟ فقالَ قَومٌ : هُو اسْمُ عَلَمٍ على الذَّاتِ ، ولا بُدَّ لِلذَّاتِ مِنْ اسْمِ عَلَمٍ تَكُونُ أَسماءُ الصِّفاتِ والنُّعُوتِ تَبَعاً لَهُ . وقالَ قَوْمٌ : مُشْتَقٌ مِنَ الوَلَهِ ؛ لأَنَّ النَّاسَ يَأْلَهُونَ إلَيْهِ ، وقُرئَ ، {ويذرك وإلاهتك} أي : عِبَادَتكَ ، ومِنْهُ قَولُهُم : فُلانٌ يَتَأَلَّهُ ، أي : يَتَعَبَّدُ . وقِيلَ : هُوَ مِنَ اسْتِحْقَاقِ العِبادِيَّةِ . وقال الرُّمَّانِيُّ : (الأَصْلُ في قَوْلِكَ (اللهُ) : إِلَهٌ ، حُذِفَتِ الهَمْزَةُ ، وجُعِلَ الأَلِفُ واللَّامُ عِوَضاً ، فَصَارَ الاسْمُ بذلك كالعَلَم . هَذَا مَذْهَبُ سِيْبَوَيْه وحُذَّاقِ النَّحْوِيين). كلام أبي سهل رحمه الله وقال في شَرْح التَّوضيح : ( اللهُ عَلَمٌ على الذَّاتِ المَعْبُودِ بالحَقِّ . وقِيلَ : هُوَ وَصْفٌ مُشْتَقٌ مِنَ الإِلَهِ ، وقِيلَ : أَصْلُهُ (لاها) بالسُّرْيانيَّةِ فَأُعْرِبَ بِحَذْفِ أَلِفِهِ الأَخِيرَةِ ، وأُدْخِلَ الأَلِفُ واللَّامُ عَلَيْهِ ) . قال بَعْضُهُم : اعْلَمْ أنَّ العُقَلاءَ كَمَا تَاهُوا في ذَاتِ اللهِ وصِفَاتِهِ ، لإحْتِجَابِها بأنْوارِ العَظَمَةِ ، وأَسْتَارِ الجَبَرُوتِ ، كَذَلِكَ تَحَيَّرُوا في لَفْظِ اللهِ الدَّالِّ على تِلْكَ الذَّاتِ المُقَدَّسَةِ ؛ لأَنَّهُ مَسَّهُ شيءٌ مِنْ أَشِعَّةِ تِلكَ الأَنْوارِ ، فَحَارَتِ العُقُولُ في دَرْكِهِ ، كَمَا حَارَتْ في دَرْكِ مُسَمَّاهُ. واخْتَلَفُوا كَمَا قَالَ السَّيِّدُ : أَسُرْيَانِيٌّ أو عَرَبِيٌ ؟ اسْمٌ أو صِفَةٌ ؟ عَلَمٌ أو غَيْرُ عَلَم ؟ مُشْتَقٌ أو لا ؟ ومِمَّ اشْتُقَّ ؟ وما أَصْلُهُ ؟ وأطالَ في بَيَانِ الأقْوالِ ، والإِسْتِدْلالِ لِكُلِّ قَوْلٍ بِما لا يَحْتَمِلُهُ هَذَا المَحَلُّ . واخْتَلَفُوا في حَذْفِ الهَمْزَةِ مِنَ الإِلهِ هَلْ هُو قِياسِيٌّ أو لا ؟ والصَّحِيحُ أَنَّهُ ليسَ بِقِياسِيٍّ ، يَعْني أَنَّها حُذِفَتْ مُتَحَرِّكَةً بِدَلِيلِ وُجُوبِ التَّعْويضِ والإِدْغَامِ ، ولو كانَ قِياسيّاً لَمَا وَجَبَا ، لأَنَّ المَحْذُوفَ قِياسِيَّاً في حُكْمِ الثَّابِتِ . وخَالَفَ أبو البَقَاء ، فاخْتَارَ أَنَّهُ على قِياسِ التَّخْفِيفِ ، يَعْني : أَنَّها حُذِفَتْ سَاكِنةً بَعْدَ نَقْلِ حَرَكَتِها إلى السَّاكِنِ قَبْلَها ، فَعَلى الوَجْهِ الأَوَّلِ يَكُونُ الحَذْفُ شَاذّاً ؛ لِتَعَاصي الهَمْزَةِ بالتَّحْريكِ ، والإِدْغامُ قِيَاساً لإِجْتِماع المِثْلَيْنِ ، أوَّلُهُما سَاكِنٌ ، وعلى الوَجْه الثاني يَكُونُ الحَذْفُ قِياساً لِكَوْنِ الهَمْزَةِ سَاكِنَةً ، والإِدْغَامُ شَاذّاً ؛ لِكَوْنِ أوَّلِ المِثْلَيْنِ مُتَحَرِّكاً. | ||||||||||||||
| |||||||||||||||
| ![]() |
| رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||||||||||||
| | ||||||||||||||
| |||||||||||||||
| ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لابي , مسلم , الثاني , البهلاني , العقيدة , الفصل , الوهبية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فتاوى الصلاة للشيخ سعيد بن مبروك القنوبي | عابر الفيافي | نور الفتاوى الإسلامية | 30 | 08-26-2013 02:24 PM |
جميع أدلة المعلم للصف الثاني عشر والحادي عشر | عابر الفيافي | المنتدى الطلابي | 16 | 06-16-2012 09:09 PM |
فتاوى الحج للشيخ سعيد القنوبي | عابر الفيافي | نور الحج والعمرة | 3 | 06-08-2011 03:08 PM |
أبو مسلم ناصر بن سالم الرواحي البهلاني | عابر الفيافي | علماء وأئمة الإباضية | 0 | 02-15-2011 04:44 PM |
الشيخ أبو مسلم البهلاني في سطور ذهبية | بلسم الحياة | علماء وأئمة الإباضية | 3 | 11-30-2010 06:30 PM |