منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - حدود الاخلاق...
الموضوع: حدود الاخلاق...
عرض مشاركة واحدة
افتراضي  حدود الاخلاق...
كُتبَ بتاريخ: [ 05-08-2015 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية المحبة السلام
 
::مـراقبة قسم::
::الــنـــور الـــعــام::
المحبة السلام غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 4600
تاريخ التسجيل : Apr 2012
مكان الإقامة : سلطنة عمان
عدد المشاركات : 789
عدد النقاط : 65
قوة التقييم : المحبة السلام سيكون مشهور عما قريب


مساء/صباح عبق بذكر الله

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد :

للأخلاق حدٌ متى جاوزته صارت عُدواناً ،
ومتى قصرت عنه كان نقصاً ومهانة .
فللغضب حدٌ :
وهو الشجاعة المحمودة ،
والأنفة من الرذائل والنقائص ، وهذا كماله .
فإذا جاوز حده تعدى صاحبه
وجار ،
وإن نقص عنه جبن
ولم يأنف من الرذائل .
وللحرص حد :
وهو كفاية في أمور الدنيا ، وحصول البلاغ منها ،
فمتى نقص من ذلك كان مهانة وإضاعة ،
ومتى زاد عليه ، كان شَرَهًا
ورغبة فيما لا تحمد الرغبة فيه .
وللحسد حد :
وهو المنافسة في طلب الكمال ، والأنفة أن يتقدم عليه نظيره ،
فمتى تعدى ذلك
صار بغياً وظلماً يتمنى
معه زوال النعمة عن المحسود ، ويحرص على إيذائه ،
ومتى نقص عن ذلك كان دناءة وضعف همة وصغر نفس .
وللشهوة حد :
وهو راحة القلب والعقل
من كد الطاعة
واكتساب الفضائل والإستعانة بقضائها على ذلك ،
فمتى زادت على ذلك
صارت نهمة وشبقاً والتحق صاحبها بدرجة الحيوانات ،
ومتى نقصت عنه
ولم يكن فراغاً في طلب الكمال والفضل
كانت ضعفاً وعجزاً ومهانة .
وللراحة حد :
هو إجمام النفس والقوى
المدركة والفعالة للاستعداد
للطاعة واكتساب الفضائل
وتوفرها على ذلك
بحيث لا يضعفها الكد
والتعب ويضعف أثرها ،
فمتى زاد على ذلك
صار توانياً وكسلاً وإضاعة ،
وفات به أكثر مصالح العبد ،
ومتى نقص عنه
صار مضراً بالقوى
موهناً لها وربما انقطع به
كالمنبتِّ الذي لا أرضاً
قطع ولا ظهراً أبقى .
والجود له حد بين طرفين :
فمتى جاوز حده
صار إسرافاً وتبذيراً ،
ومتى نقص عنه كان بخلاً
وتقتيراً .
وللشجاعة حد :
متى جاوزته صار تهوراً ،
ومتى نقصت عنه صار جبناً
وخوراً ،
وحدها الإقدام في مواضع الإقدام ، والإحجام
في مواضع الإحجام .
والغيرة لها حد:
إذا جاوزته صارت تهمة
وظناً سيئاً بالبريء ،
وإذا قصرت عنه
كانت تغافلاً ومبادئ دياثةٍ .
وللتواضع حد :
إذا جاوزه مان ذلاً ومهانة ،
ومن قصر عنه
انحرف إلى الكبر والفخر .
وللعز حد :
إذا جاوزه كان كبراً وخلقاً
مذموماً ،
وإن قصر عنه
انحرف إلى الذل والمهانة .
وضابط هذا كله العدل :
وهو الأخذ بالوسط
الموضوع بين طرفي الإفراط والتفريط ،
وعليه بناء مصالح الدنيا
والآخرة ،
بل لا تقوم مصلحة
البدن إلا به ،
فإنه متى خرج بعض أخلاطه
عن العدل وجاوزه
أو نقص عنه
ذهب من صحته
وقوته بحسب ذلك .
وكذلك الأفعال الطبيعية ،
كالنوم والسهر والأكل
والشرب والجماع
والحركة والرياضة
والخلوة والمخالطة وغير ذلك ،
إذا كانت وسطاً
بين الطرفين المذمومين
كانت عدلاً
وإن انحرفت إلى أحدهما
كانت نقصاً وأثمرت نقصاً .
فمن أشرف العلوم
وأنفعها علم الحدود ،
ولا سيما حدود المشروع
المأمور والمنهي ،
فأعلم الناس أعلمهم
بتلك الحدود ،
حتى لا يدخل فيها
ما ليس منها
ولا يخرج منها ماهو داخل فيها ، قوله تعالى
{الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا
وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا
حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
[ التوبة : ٩٧ ] ،
فأعدل الناس
من قام بحدود الأخلاق
والأعمال والمشروعات
معرفة وفعلاً ..
والله أعلم.
منقول

p],] hghoghr>>> hghoghr p],]


الموضوع الأصلي: حدود الاخلاق... || الكاتب: المحبة السلام || المصدر: منتديات نور الاستقامة



توقيع :

روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ،
كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ،
وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...

رد مع اقتباس

 
جاري التحميل ..