| رقم العضوية : 1 | تاريخ التسجيل : Jan 2010 | مكان الإقامة : في قلوب الناس | عدد المشاركات : 8,916 | عدد النقاط : 363 | | | | | في رحيل العلامة الرضي الشيخ سعود بن سليمان الكندي قال الشاعر / أفلح بن أحمد الكندي وداع في سكون القافية
يا وداع
لهـفَ هــذا القلب يشْــكو هــل لشَكــواه قبــــُولْ
يسكُن الليـــلَ و يســـري في احتــدامات الذّهــولْ
حرقَة يـــا أنتَ جَفّــت من مَعـــــانيك السّيـــــولْ
غير مجْرى المُقلَتيــــــن والجـــوى بعدَ الأُفُــولْ
كيفَ لــي مـــن مُنصِـفٍ والراحِلُون همُ العُدُولْ
يا وداع
ما لِنَــزْوَى و الضواحي شَــــفّها اليوم الغُروبْ
ما لِواديها سرى – خَوفاً – على دربِ الغُيوبْ
ما لِتـــلك النـّـخْل ناحَت باسِقـــاتٍ بالشّحـــوبْ
ما لِهذي الــدار حيــرى فـي متـاهات الدروبْ
مثلَ مَـــنْ ضَـــلّت حبيبـــا وتمـــنّت أن يؤوبْ
يا وداع
هل سنبــقى نَلثــمُ الآهـــات والحــزن الطويلْ؟
وبقايــــا مـــا ورثنـــا سارَ والشّيـــخ الجليـــلْ
أي ذكرى !! يا دموع الحزن ما هذا السبيلْ ؟
لا كَلَــيْلِي اليـوم ليــلٌ أو كإِصبــاحِي مثيـــــلْ
والأسـى باقٍ .. ومن نـــرثيه فــي ظــل ظليلْ
يا وداع
خذْ من القــربِ سنـــــاهُ ومن البُـعدِ حَنيـــنْ
خذْ من المِحــرابِ ما أبقـاهُ من دمــع ثخيـنْ
خذْ من القِرطـاسِ حرفاً ومن المأوى عرينْ
خذْ من الثــوب دثـاراً واكتـَسِي حتى الجبينْ
خذْ بقايـــاه .. فما أبقى ســوى الـدرّ الثــمينْ
يا وداع
سـل "أبــا أحمد" ماذا يا ترى هذي الحياةْ ؟
هـل لها فـي كفّــهِ قَــدْرٌ وهــل لمّـت شتـاتْ؟
سَلْهُ في بلْواه كيف الصبر يوم النــــازلاتْ ؟
هــل تولّى باكياً أم صامداً حتى الممــــاتْ ؟
خذ جـــوابـــا من ثــَــراه وافْترشـْــهُ للـدعاةْ
يا وداع
هل عرفنــــا كيف نجْني مثلَه معنى الوطـــنْ
هل نهلنـــــا مِنْحة مـــن بين أشـْــــلاء المِحَنْ
وامْتَطَينـــا العَزمَ صبـــــراً وتقاسَمنــا الشّجَنْ
و مــن الراجِـــــينَ بيــــعٌ ومِـــــن اللهِ الثّمنْ
أم نعيــشُ اليومَ حيرى خَلف ساعات الزّمنْ!
يا وداع
عزّ في ذكراهُ أن أعْــرِفَ طيفاً أو وَمِيـــضْ
فاهتدى الجُمّرَ* شعرٌ منهُ أنّـــــات الغَريضْ*
كلُّ شـــــيء من سناه يرتـــوي حتى يفيــضْ
لو ملأتَ الحــرفَ درّا في مقــامات القـريضْ
لم يزلْ بالنّعتِ عجْز ما حوى النورَ العريضْ
يا وداع
وفِـدى شَيْخي "سعُود" لو سَيُجْدي ماليـَــــهْ
وفـِـــداهُ كـــلّ عُمـــري ، و حروفي البَاليهْ
بعدَ لــون الخطبِ هــذا لا أراهـــا غالِيـــهْ
فهي أنفــــاسٌ وتمضي مثلَ أخرى ماضِيَهْ
ذا هــزيمُ القلبِ منّي في سكــون القـــافيــهْ
الجُمّر* مسكن الشيخ سعود الكندي رحمه الله
الغَريضْ* قرية الشاعر |