في رثاء الشيخ العلامة سعود بن سليمان الكندي



في الارض حزن في الفضاء سعود
لما مضى نحو السماء سعود

حفت بموكبه الملائك فرحة
وعلى جوانبه النجوم قعود

يا نجمَ نزوى ما أفِلتَ وإنما
طلبتكَ أفئدةَ السماء تريد

تركتْ لنا منكَ الضياءَ ونورُه
بالجنتين مبشَّرٌ موعود

متألقٌ بين الحروفِ محلَّقٌ
بين النجوم وفي الجنان شهيد

آوتْكَ أجنحةُ الزمانِ بلطفِها
قرنا ولكنْ للزمانِ حدودُ

عبق الإمامة من حديثك عاطر
وعلى عيونك للجهاد قصيد

ما زال صوت القيد فيك مرنم
وكأنه للمعجزات نشيد

أسدا حييت وفي فؤادك عزّة
وعلى يمينك للكفاح أسود

هم هكذا الأحرار إن طلبوا العلا
لم يثنهم نحو الصعود قيود

هم هكذا في سؤلهم ومرامهم
لهمُ إذا طلبوا الصعود صعود

كالقلعة الشهباء رفعةً ومهابةً
وعليك َأنوار الجلالِ برودُ

فتّحتَ أبوابَِ المعارف والهدى
وإليكَ كل الأتقياء وفودُ

بقلوبنا لما رحلتَ مآتمٌ
وعلى وجوه ِالحور أشرق عيدُ

كل السطورِ هنا تنهَّدَ حرفُها
وعلى الحروفِ كآبة وشرودٌ

مهما رحلت فأنت فينا راحل
تهب القلوب محبة وتجود

في كل يوم أنت حي مشرق
من ذا كوجهك دائما مولود

لله أهل الذكر إن تركوا الدُّنا
يتوافدون لهم رضا ومزيد

كانوا على الدنيا صدى قرآنه
والكل منهم مرشد ورشيد

فلجا ستبقى في دفاتر عزنا
يجري وحول ضفافه التغريد

نمْ في هناء يا سعود ورحمة
وعلى كتابك نضرة وخلود



الشاعر/ هلال الشيادي