منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - كنوز البوادي من درر الشيخ سيف الهادي
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 11-17-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 52 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



سياج الإيمان 2

لا تزال مشاهد القرآن الكريم ترسم صور العلاقة بين الرجل والمرأة وتشرح ميادين الحياة التي يشتركان فيها، ففي الجانب الأخلاقي والدعوة إليه ينفرد كل منهما بوصف مكمل للآخر، إلى درجة أن تنعقد بين الطرفين ولاية قلبية تنشد الفضيلة وتدعو إلى الأخلاق " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " وليس في هذه الآية قلق من التقاء الجنسين لأن الميادين المشتركة تهدف إلى دعوة الناس إلى الفضيلة وتحذرهم من مزالق السوء.
إن شرائح من الفتيات غررت بهن بهارج الحياة، وانطلقت خيوط الأهواء تشتبك مع الشباب، عندئذ كان لازما على الفتاة أن تدرك أن هذه الصلات مأثومة، لأنها ليست من الصلات التي يقرها الدين والأخلاق، بيد أن وصول هذه المعلومة إليها لا بد أن يكون عبر إدراك معانيها ونتائجها، ولن تفهم ذلك بشكل عام إلا بفرض سياج من الإيمان.

إن قوة الإيمان تهزم مناكير الرجل وتضع حدودا غليظة أمام أطماعهم، إنهم يستخدمون كل أسلحة الإغراء: الابتسامة الماكرة، البراءة، استعراض القدرات، أو فتح أبواب الحوار عن علاقة المرأة بزوجها أو مشاكلها الأسرية، حتى إذا ما شعر بضعفها وحاجتها إلى رجل نصوح، تقدم يعرض نفسه في خبث، ويشرح قدراته في توفير الأجواء العاطفية المفقودة. إن ضعف الإيمان والغفلة سوف تسمح لهذا الرجل أن يستقر في القلب، وأن ينساح بضجة أو هدوء في حياة امرأة لا تربطه بها صلة مسموحة. لكن الإيمان القوي وحدة مَن يُسَجِّل هزيمة نكرة لمثل هذه المحاولات. لقد كانت مريم عليها السلام فتاة رائعة الجمال، يقترب منها رجل فاقع الجمال، فيهتز قلبها رعبا وغضبا وتستعيذ بالله من شر الرجال الماكرين، بيد أن هذا الخوف والغضب لم يمنعها من أن تحدد موقفها في عجل: " قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا "، ولما فاتحها في أمر لا يقبله عقلها كان الجواب هو المنطق الذي يجب أن تجيب بمثله أي امرأة عاقلة: " قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا " إلا أن الروح جاء ليبلغ رسالة من الله ثم انصرف.
وفي المقابل يضع الإيمان حدودا مماثله عند الرجال ، فعندما تقدمت امرأة العزيز في بهجة من الإغراء، كان الجواب من يوسف عليه السلام: " مَعَاذَ اللَّهِ "، وعندما اجتمعت جميلات مصر يشهدن الجمال الذي أخذ بلب امرأة العزيز؛ تقدم الطلب إلى يوسف عليه السلام مرة أخرى: " وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ... " لكن الرجل المؤمن فضل أن يغيب في غياهب السجون ولا يقع في أحضان المجون.
إن المؤمنين والمؤمنات يرفضون السقوط، ويقدمون للعزة والكرامة صورا من البطولة الأخلاقية الرائعه، ويصدرون في كل مرة زئيرا قويا يعطي إنذارا عاما لكل من حاول الاقتراب من العرين.
المفترض أن كل محاولات الرجال مكشوفة وواضحة، وقد جعل الله في قلب المرأة إحساسا بها وشعورا، وحالما شعرت بذلك عليها أن تقول بكل قوة : " لا " ، وتنهي المشهد في شجاعه. إن الذي أجابت به مريمُ بحكم العقل والأخلاق يجب أن تجيب به كل امرأة، فليس بعد نبينا صلى الله عليه وسلم وحي آخر.. .. فإذا بدأ زميل العمل- كما يسمونه - يفتح ألونا من الضحكات والمزاح فلتحذر المرأة، ولتقدم مشهدا من الحزم. وإذا طلب المعالج من المرأة أن تأتي إليه ليقرأ، فلتقل: " لا "، فليس هو أفضل من أبيها أو زوجها في قراءة القرآن. وإذا أخذ المسؤول يبدي عناية فائقة بالفتاة لا تتساوق مع علمها ومقدرتها فلتعلم أنه في الغالب يستهدف عطفها وقلبها. وإذا بدأ الطالب يقترب من الطالبة ليسألها عن الدرس أو يذاكر معها كما يزعم، فلتقل: " آسفه "، ففي زملائه الكفاية وزيادة.
إن الصلة بالله هي الضمان الوحيد من هذه المزالق. وفي اتباع خطوات الشيطان متاعب وآلام :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " أسأل الله لي ولكم العافية.

في سياج الإيمان 3 سوف نبحث بحول الله العلاقة بين الجنسين عبر شبكات التواصل ومجموعات الوتس آب .

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
 
جاري التحميل ..