منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - كنوز البوادي من درر الشيخ سيف الهادي
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 11-17-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 51 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



إلى المعلمين والمسؤولين، فكرة للحل

التعبير عن الرأي حرية مكفولة منذ أن خلق الله الإنسان، فللملائكة رأي ولإبليس اللعين رأي، إلا أن الملائكة قدموا حديثهم وفي قلوبهم حب مذخور لله، فالذي يسلك الطرائق القدد، ويسعى في الأرض بالفساد سوف يتجاهل حق الله، ويمتد بالإساءة إلى بني جنسه من الناس، " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" أما إبليس فكانت نفسه محور الحديث، وقد تعاظم حبها إلى الحد الذي تقدم على حب الله، فـ "أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين" وتلك رسالة فصيحة السوء، مفادها أن الله لا يعرف التمييز – تعالى الله عن هذه الظنون – بيد أن الفريقين قد حصلا على حق كامل في الحوار، وتلقيا إجابة فصيحة التبيان، سبّح معها الملائكة بعد البرهان، وتمادى إبليس في الطغيان.

وهذه سنة إلهية تشرح للملائكة والإنس والجن حق الخلق في الحوار، حتى لو كان العمق المعرفي والسياسي لا يملكه أحد الأطراف، فإن إجابة المُحاوَر حق يتعالى فوق عزة النفس والرغبة في التأديب، ففي القرآن نفسه تساؤلات أقل ما توصف بأنها غبية، لكن الله تعالى اللطيف الخبير يعطيها مساحة من الجواب ويذّكر المتسائلين بأن منطلقاتهم وما يقولون لا تعتمد على أساس صحيح. منها " هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء " كان يمكن لعيسى عليه السلام أن يحكم بغباء السؤال وينتهي المشهد، لكن الذي تربى على منهج الله صنع من هذا الطلب مشهدا آخر.

إن طلبات المعلمين – رغم اختلافي مع طريقة الإضراب – لا يجب أن تظل بعيدة عن الحوار، لاعتبارات عديدة:

أولا: لأن منهج الحوار حول الآراء حق يقرره القرآن، وعليه قامت صروح الحضارات.

وثانيا: إن الشكر على المعروف خلق المسلم، يصل إلى حد الوجوب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " مَن صَنَعَ إِليكُم مَعرُوفًا فَكَافِئُوه ، فَإِن لَم تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوا بِهِ فَادعُوا لَهُ" وهل هناك معروف أعظم من التعليم. وقد قال الإمام الشافعي:

إن المعلم والطبيب كلاهما ... لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك إن أهــــنت طبيبه .. واصبر لجهلك إن جفوت معلما

وثالثا: إن هذه فئة راقية في المجتمع، وافق جميعنا على تسليمها الأبناء، فليس من مصلحة التعليم إظهارهم بصورة لا تليق، والضرب بسمعتهم حوائط المدارس، لأن مردود ذلك سيكون على الرسالة السامية ومستويات الأبناء.

ثالثا: التقليل من هيبة المعلم وتصويره بالضعيف، سوف يسقط هيبته من قلوب الأبناء؛ وعندها لا يسمع له قول ولا تستجاب له دعوة.
خامسا: ليست مطالبَ لا تقبل الحوار، فهي ليست تعجيزية، ولا تطالب بإسقاط شخصيات، والاستجابة لها ولو على مراحل سيطور من التعليم كثيرا.

واقترح الآتي:
ينتخب المدرسون من يمثلهم من كل ولاية، بواقع مدرسين اثنين ( مدرس ومدرسة ) من أصحاب القدرات الحوارية. وتكون مناطق الحوار على هذا الترتيب :

1- فتح حوار جاد حول المطالب مع نخبة من أساتذة جامعة السلطان قابوس، لبحث فكرة الإضراب، ومعقولية المطالب، والإطلاع على نقاط قد تكون غامضة فتتضح ( وهذه مرحلة الحوار العلمي، ولها نتائج مذهلة في الغالب) .

2- عقد لقاء مفتوح مع سماحة الشيخ مفتي السلطنة أو مساعده لبحث الطريقة الشرعية في التعبير وحدود المعقول منها، وكيفية التعاطي مع مفردات: كالمطالب والتعليم، والتلاميذ، وواجب العمل ( وهذه مرحلة الإقناع بالدليل، وحكمة الرأي ) .

3- تشكيل مجموعة من الوزراء لبحث الموضوع مع ممثلي المدرسين ومناقشة ما يمكن الاتفاق عليه. وتقديم الوعود الصادقة حسب خطة الدولة وقدراتها المالية، وعلى المعلمين أن يمنحوا الثقة للمجموعة ( وهذه المرحلة الأخيرة في الحوار، وهي المرضية في الغالب).

في أثناء ذلك تستمر مسيرة التعليم، ويحصل الأبناء على رعاية المعلمين الفضلاء .
إن كثيرا من نقاط الغموض سوف تتضح على عجل، وسوف يكسب الطرفان ودّ الحوار، وليعلم الجميع أن المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، فمصلحة الابناء ليس المعلمون وحدهم من يحرص عليها، بل جميعنا نحرص عليها زمنيا ونفسيا وسلوكيا.. أرجو أن يستجيب المعلمون الشرفاء لهذه الفكرة، وأرجو من دولتنا العزيزة أن تتقبل هذه الفكرة لتكون للحوار سنة ومنهجية سليمة.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
 
جاري التحميل ..