منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - من ورع فضيلة الشيخ الحافظ سعيد بن مبروك القنوبي - حفظه الله ورعاه -
عرض مشاركة واحدة
افتراضي  من ورع فضيلة الشيخ الحافظ سعيد بن مبروك القنوبي - حفظه الله ورعاه -
كُتبَ بتاريخ: [ 11-03-2013 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية نجل النهروان
 
::مراقب عام::
نجل النهروان غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 5830
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : بركاء
عدد المشاركات : 511
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : نجل النهروان على طريق التميز


* أمّ شيخُنا العلامة سعيد بن مبروك القنوبي حفظه الله – العراصَ الطاهرةَ والبقاعَ المقدسة أُمَّ القرى مكة المكرمة – طَيّبَ اللهُ ثَرَاهَا – لأداء مناسك العمرة في لفيفٍ من الصّحْبِ والإخوان .. خرجوا تصحبُهم عنايةُ الرحمن، وتكلؤهم بعينه التي لا تنام ..

* وفي الطريق – والأشواقُ تملأُ حَنَايَا القلوب لِلتّنَعّمِ بمرأى بيت الله الحرام – توقّف الركْبُ الميمونُ في أحد المطاعم المبثوثةِ في ذلكم الطريق اللاحِبِ الطويل، توقّفَ قليلاً ريثما يتناول هذا الركبُ من الطعام ما يُقَوِّي به جسده، ويُقِيمُ به صلبه ..

* وبعد أنْ دَخَلَ شيخُنا القنوبي إلى المطعم تَوَجّهَ إلى المغسلة ليغسل يديه قبيل تناول الطعام، فيما يَمّمَ أحدُ أفراد الحملة وجهه إلى إدارة المطعم ليسألَ عن نوعٍ معينٍ من الطعام، فأجابه العاملُ قائلاً : لا يوجد معنا هذا الصنف من الطعام .

* ولمّا لَمْ تَجِدْ الحملةُ طِلْبَتَهَا من الطعام خرجوا من ذلك المطعم قاصدين مطعمًا آخر يجدون فيه بُغْيَتَهُم، فاستقلوا حَافِلَتَهُم التي سارت بهم سيرًا حثيثًا سريعًا لا تلوي على شيء، تَطْوِي لهم الأرضَ طيّا، وفي غمرة اشتغالهم بقطع هذا الطريق الطويل أَمَرَ الشيخُ قائد الحافلة بالرجوع مرة أخرى إلى المطعم ..

* فَعَقَدَت الدّهْشَةُ وُجُوهَ الجميع !!
وتساءلوا : لِمَ يا شيخ نرجع إلى المطعم مرة أخرى وقد بعدنا عنه ؟!
فأجابهم بقوله: لي حاجةٌ مُلِحّةٌ أريد قضاءها هناك ..

* ولأن الطريق مزدوج، ولا يمكن الرجوعُ إلى الخلف فقد نَزَلَ قائد الحافلة إلى الطريق الترابي، قافلاً أَدْرَاجَهُ إلى المطعم تلبيةً لِرَغْبَةِ الشيخ، وقطعوا تلك المَسَافَةَ الطويلةَ عَلَى أَرْضِ تُرَابِيّة ..

* لمّا وصلوا إلى المطعم توجّهَ الشيخُ مباشرةً إلى المُحَاسِبِ لِيُفْضِيَ إليه بِمَصْدَرِ هَمِّه، فيا تُرى ما الذي كان سببًا في إصرار الشيخ على الرجوع إلى المطعم مرة أخرى ؟!!
احدسوا ..
خمنوا ..
فكِّروا ..

* وحتى لا أُمِلّ نفوسَكم بالتفكير، ولا أُصَدِّعَ رؤوسَكم بالتخمين ذروني أُخْبِرْكُم عن بقيَّة أحداث قصتنا العجيبة ..

* قال الشيخ للمحاسب: لقد استخدمتُ الماءَ من مغسلة المطعم مِنْ غير أَنْ أتناولَ شيئًا من الطعام عندكم، فلا بُدّ مِنْ ضمان قيمة الماء ..
وأراد الشيخ أنْ يُخْرِجَ مِنْ جيبه بَعْضَ النقود لأجل ضمانِ قيمةِ الماء، ولكنَّ المحاسب – الذي أَحْسَبُهُ قد فَغَرَ فَاهُ مِنْ شدة تعجبه وإعجابه بالشيخ – رفض أن يأخذ النقود، وقال لشيخنا: جزاكم الله خيرًا، وأنا أسمحُ مِنْ هذا الحقِّ – إِنْ كان ثَمّةَ حقّ أستحقه – ..

* وخرج الشيخ مِنَ المطعم بعد أَنْ أَرَاحَ ضميره، وَأَرْضَى ربّه، وَعَلَّمَ صحبَه كيف يكونُ الوَرَع، فلله درّك يا شيخ !!

* وَقَدْ تتراءى أمام أَعْيُنِكُمْ ألوانًا مِنْ أطياف التعجب: أتستحقّ تلك القطرات اليسيرة من الماء هذا التعب كله ؟!!
وهل استخدامُ الماء في المطاعم على نحو الصورة التي بَيَّنَّا تُوجِبُ على صاحبها ضمانًا ؟

والجواب/
قد جَرَتِ العادةُ أنه لا يَسْتَخْدِمُ الماءَ في المطعم إلا مِنْ يأكل شيئًا منه، فَلَعَلّ شيخنا القنوبي حفظه الله – رأى أنّ استخدامَه للماء قد خرج عن حَدِّ مَا تُعُورِفَ عليه، فأوجب على نفسه ضمانًا بِقَدْرِ ما استخدم من الماء، ولعله رأى أنّ هذا الاستخدام أدخله في دائرة الشبهات التي يجب توقيها، وأيا ما يكون فلا نملكُ في خاتمة هذه القصة إلا أنْ نخفض رؤوسنا إعجابًا بهذه العفة، فما أَنْزَهَكَ يا شيخ !!

الداعي لكم بالخير / أبو محمد
غسان بن محمد بن حارب الحبسي
ولاية المضيبي - المضيبي ghasan.habsi@moe.om

lk ,vu tqdgm hgado hgpht/ sud] fk lfv,; hgrk,fd - pt/i hggi ,vuhi lk hggi hgpht/ hgado hgrk,fd fk pt/i sud] tqdgm





توقيع :

"يدركه من كد فيه نفسه حياته ثم أطال درسه"


"مزاحما أهل العلوم بالركب وطالبا لنيله كل الطلب"



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس

 
جاري التحميل ..