منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - كنوز البوادي من درر الشيخ سيف الهادي
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 12-24-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 47 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



في القرآن الكريم إشارات فصيحة لتربية الفتاة على الإيمان، واستلامها أدوارا بنائية وتاريخية في المجتمع، دون أن ينحط لها شأن أو يهبط لها وزن، تأملوا دائرة الأخلاق والعمل عند أم موسى وأخته وزوجته لاحقا.
إن ابنا صغيرا يوشك القوم أن يشنقوه، لكن الأم الحنون سوف تصنع – بإلهام من الله – مشهدا يتسع أفقه في الخيال، وتظهر فيه بطولاتُ أمٍ تصارع الأحزان حينا، وتكافح الطغيان حينا، حتى تبدأ قصة الابن بالتابوت والنهر، ليستلم الدورَ أختٌ صبور.
كانت الأخت الذكية – بتكليف من الأم - ترقب الملأ وهم ينتشلون الصبي، وتتحسس الأخبار دون أن يشعر بها أحد، فلما استقر الرأي على إبقائه حيا؛ تقدمت تقول: هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم، وهم له ناصحون. والتنصيص على " ناصحون " لمحةُ ذكاءٍ حاد، لأن بيت فرعون قرر أن يمنح موسى عليه السلام صفة " ابن "، فليس من المعقول تسليمه لمن لا يحسن نصحه ورعايته.
انتهت المهمة بنجاح، لكنّ الذي لا بد من تذكّره هو أن هذا الفصل المهم من حياة موسى عليه السلام من صنع أخته المؤمنه .
أما الفتاة الأخرى فقد كانت ترعى شؤون البيت عندما بلغ الأب مبلغا أقعده عن العمل، ولاحظت ما صنعه موسى عليه السلام من الموقف البطولي النبيل، فلم تتردد في ذكر ذلك لأبيها، فجاءت تمشي على الاستحياء، تقول بضع كلمات، لا تزيد عليها، لتصنع فصلا آخر في حياة موسى عليه السلام.
إن ملخص هذه الحكاية اجتماع ( أم، وأخت، وزوجة ) في صناعة شخصية عظيمة اسمها موسى عليه السلام. وتلك هي إرادة الله لا تمنح الرجال فقط فرصةَ صناعة الحياة، كما يتصور البعض، بل هي من صنع الشقيقين، فسبحان الذي خلق الذكر والأنثى، وسبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى .

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
 
جاري التحميل ..