منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - كنوز البوادي من درر الشيخ سيف الهادي
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 12-04-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 43 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



( قصة وقعت لنا ح 4 )

عندما قرر صاحبنا أن يتجاوز كل الأعراف والتقاليد، كانت أعين القوم ترمقه بشده، إلا أن أخلاقهم كما يبدوا كانت أرقى بكثير، إن المسلم عندما يتنازل عن منظومة أخلاق الإسلام ويبدو للناس وكأنه إنسان بدائي متخلف، فإن من حق الآخرين أن يفخروا عليه بأخلاقهم وتحضرهم، ولا ينفع أن تقنع الناس بأن أخلاق غير المسلمين مادية بحته، فهي تهدف إلى تنظيم الحياة لتظل المادة هي السيدة، وتظل المصالح موصو
لة بها وجودا وعدما؛ لأن هذا النوع من الإقناع لا يكون مقبولا في ظل ممارسات خاطئة يرتكبها المسلم، وهو المنظر والموجه كما يقول !!!
كنا في وضع لا نحسد عليه فنحن المسلمين كنا ولا نزال نقول للعالم بأننا أسياده في الأخلاق والعلم، وأن الذي استيقظت عليه الحضارة الإنسانية قبل قرون إنما كان بفعل المسلمين عندما كانوا لله في الأرض خلائف، ولم يهبطوا من هذه القمة إلا عندما تحولوا في الأرض طوائف. وقد قضت سنة الله أن تختفي رياح المتفرقين، ويفشلوا في الحياة فشلا ذريعا. هكذا يقول الله تعالى : " وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ".
نظر بعضنا إلى بعض، وقررنا السكوت عن الحدث المريب، فلو قلنا لصاحبنا هذا لا يجوز شرعا ولا يصح عرفا وقانونا، لخشينا أن يعلو صوته علينا ويتحول المشهد إلى عراك، وعندئذ تكون المفسدة أعظم. إننا معاشر المسلمين لدينا حصانة أخلاقية وعلمية تجنبنا الوقوع في هذه المزالق، وتخبرنا عن النتيجة قبل وقوعها، وقلّ ما يتوفر هذا العلم لغيرنا من الأمم، فالنصيحة لا يصح أن تكون بين الجموع، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، والدعوة كلها لا بد أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد تعلمنا من الشرع الحنيف أن المسلم كلما التزم بهذا السمت الإسلامي الراقي فسوف يريه الله في المخطئ بعض عجائبه. جلس ذات يومٍ حول النبي صلى الله عليه وسلم بعضُ أصحابه وفيهم أبو بكر رضي الله عنه، وفجأة بدأ أحد الناس يسب أبا بكر ويشتمه، والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم، حتى تألم أبو بكر رضي الله عنه من رغاء الرجل، فبدأ يدافع عن نفسه، ليس بالسب – حاشاه – وإنما بالزجر والتوبيخ ربما، عندئذ قام النبي صلى الله عليه وسلم وانصرف، فتبعه أبو بكر يجري، يا رسول الله: عندما كان يسبي كنتَ ساكتا فلما تكلمتُ قمت ؟! قال يا أبا بكر عندما كنتَ ساكتا كانت الملائكة تدافع عنك، فلما تكلمت ذهبت الملائكة وحضر الشيطان .
سكتنا وانتظرنا ما يجري من الأحداث، وأضمرنا في أنفسنا إذا توفرت لنا فرصة أن ننصح صاحبنا على انفراد، فليس المسلم سوى باحث عن الحكمة فمتى ما وجدها فهو أحق بها. كما لا يصح أن تنطوي أحزانك على مشهد دون أن تبحث في الإسلام عن الحكمة في إصلاحه وإلا تحولنا إلى أمة تردم أخلاقها السئية بسمعتها، حتى لا يبقى على الوجه مُذْقةٌ من حياء .
فجأةً ... تقدم إلى الصف ضابط كبير، وبدا لنا من مشيته أنه سيوقع على صاحبنا عقابا غليظا ، يا الله .. لطفك، ماذا يريد هذا الضابط، وما الذي سيصنعه ...... إلى البقية إن شاء الله .

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
 
جاري التحميل ..