منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - كنوز البوادي من درر الشيخ سيف الهادي
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 12-04-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 42 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



" ماذا يفعل الغضب بالثقة"

لم يكن موسى عليه السلام يسيء الظن بأخيه هارون عليه السلام، لكن الموقف المهيب لم يدع فرصة للتفكير، إن مصير شعب بأكله سيكون إلى النار، فماذا فعلت يا هارون.
كان الأخ الكريم عليه السلام، يتابع الموقف بقلق شديد، وحاول جاهدا أن يقنع بني إسرائيل بأن عبادة العجل مسلك خاطئ وأن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري.
إن اتخاذ قرار مستعجل فيه ملحظان مهمان، تيقض لهما هارون عليه السلام ب
سرعة فاكتفى بالنصح والتحذير، فالقرار قد يؤدي الى تمزيق بني إسرائيل، وهو في الوقت نفسه استباق لقرار القائد الأكبر موسى عليه السلام.

لحظة من فضلكم .......

هل تلومون رجلا أساء بكم الظن في موقف مشابه، هل يعني أنه فقد الثقة فيكم؟ هل هو جاد ومقتنع بما يقول؟، هل اكتمل لديه انحرافكم وابتعادكم عن المسار؟

لا حظوا جيدا أن :
- هارون عليه السلام اختيار إلهي ( قال سنشد عضدك بأخيك )
- علم موسى عليه السلام بأن الأنبياء لا يعصون .

هل كان موسى عليه السلام يشك في هذا ؟ كلا .

ولم يكن هارون عليه السلام يشك في أن موسى فقد فيه الثقة، واتهمه بالفساد، كلا

لكن المواقف الصعبة تمسح من ذاكرة الإنسان كل فضيلة، وليس سوى الغضب والضيق ينطق كما يريد . "وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ "

وفي لحظة انسكاب الدموع كان موسى عليه السلام يدعوا بأن يكون أخاه هارون عليه السلام رفيقا له في الجنة ، فسبحان الذي أعاد إلى موسى عليه السلام مكانة أخيه " قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"

إن الثقة المتبادلة بين الطرفين عندما تهب عليها رياح الغضب فإن على الطرف الذي لا يزال هادئا أن يتماسك لحظة حتى يسكت الغضب عن الآخر فسوف تعود الأمور أحسن مما كانت " قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ".

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
 
جاري التحميل ..