منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - كنوز البوادي من درر الشيخ سيف الهادي
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 12-04-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 37 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



العتاب من خلف الستار

ينتشر بين الأصدقاء عتاب الكتروني تتولى وسائل الاتصال الحديثة تبليغه، فعندما تتضايق القلوب من موقف معين؛ أساء فيه أحد الأصدقاء التصرف، أسرع زميله بإرسال رسالة نصية يسكب فيها اللوم والعتاب، أو سطّر له ذلك في جروبات الوتس آب أو شبكات التواصل الأخرى.
- فلان : ما كنت أعلم أنك بهذا الجفاء، وما كنت أعلم أنك لا تدقق في ألفاظك!
- وما الذي أساءك مني!
- فضاعة ألفاظك وجرحك مشاعري
- أن
ت رجل حساس لا تحس الظن
- أظن أنك مستهتر أيضا لا تدع فرصة لحسن الظن
- هذا رأيك
- ولكنني أعلم أنك تتعمد إهانتي
- أنت تحكم على الناس بعين طبعك
- بل هي الحقيقة ولكنك تخفيها
- إذا كنت بهذا الظن فمن الأفضل أن تقطع صلتك معي
- لا أخسر بذلك شيئا
- ......
إن هذا اللون من العتاب أو التقريع سيئ وفضيع، كثيرا ما يؤدي إلى سحق العلاقات ونسفها، ويساهم في تأزيم المواقف وتذكيتها، والسبب هو :
الذي يكتب من خلف الستار سيمتلك جرأة أكثر على التعبير عن مشاعره المجروحة، وسيعمد إلى تحويل ظنه إلى حقيقة، وما الذي يمنعه من ذلك، فهو يريد أن يشفي غليله.
عندما يكون العتاب وجها لوجه سيضع كل واحد منهما اعتبارا للآخر من باب الحشمة، وستعمل تقاسيم الوجه على التقليل من نبرة الصوت وحدة الألفاظ، ولربما سيكون للخوف من العراك دخلٌ في إضعاف أحد الجوانب.
اجتنبوا العتاب عن طريق الرسائل والوتس آب، واكتفوا بالطريقة التقليدية حتى تتماسك علاقاتكم، يقول الله تعالى : " وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "
حفظكم الله

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
 
جاري التحميل ..