منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - كنوز البوادي من درر الشيخ سيف الهادي
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 12-04-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 36 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



( بيننا وبين الغرب )

بيننا وبين الغرب مسافات شاسعة في التنظير والتطبيق، ولربما قد يطول المقال لو استخدمنا أسلوب المثال، هم يخططون مائة بالمائة لنتيجة تساوي ثمانين أو تسعين بالمائة، بينما قد نخطط نحن لنتيجة عشرين بالمائة، وعند ظهور النتائج يسيل من أفواه كثير من الكتاب لعاب غزير، فجملة منهم يبحث عن مقالة يومية أو أسبوعية يكتبونها، فإذا عثروا عليها طاروا من الفرحة ثم كتبوا؛ وأكثروا من ألفاظٍ لا تخطئ
ها العين، فهي ملح الكتاب أصلا.
المسافة الأوسع هي أننا - نحن الكتاب - لا نمتلك المبادرات أو البرامج المُرَمِّمة والمُصحِحة ، ولا يدري الكثير منا من أين تؤكل الكتف.
في الغرب: عندما يُلاحظ أحدُهم ثغرةً في مؤسسة أو خدمةً ناقصة أو تخطيطا سيئا، أسرع إلى تقديم المبادرات باقتراح خطة بديلة، أو تنبيه المسئول عن الخطأ، أو – وهو الأكثر – تقديم عرض من شركة أو مؤسسة تتولى إصلاح الخطأ أو تقديم الخدمة مقابل مال كثير، بمعنى آخر " تثمير الخطأ أو النقص ".
لاحظ أحدهم وهو فقير الحال – كما ذكر انطوني روبينز - أن بطاقات دخول الطائرة تعطى للراكب من دون أظرف، فاقترح على إدارة المطار أن يقدم أظرفا مجانية!! ووقع عقدا على منح ملايين الأظرف المجانية سنويا، بعد حصوله على العقد اتفق مع مطبعة معينة، ثم أعلن في الجرائد عن توفير مساحة إعلانية رائعة للشركات، وفي أقل من سنة أصبح مليونيرا.
ماذا لو كانت كتاباتنا عروضا لأصحاب الهمم كي يثمّروا في القطاع الحكومي، أو عروضا للمتطوعين كي يضربوا بسهم في مجال الخير، وماذا لو تقدمنا بمبادرات كلما وجدنا نقصا.
عينُ الكاتب رقيبةٌ ورهيبة، يحسب لها المسئولون ألف حساب، لكنها أيضا فرصة يعتاش منها بعض المسؤولين ليوقعوا أشد العقاب على الموظفين الصغار، ولربما تثير حفيظة بعضهم للرد بأسلوب ملتو مليئ بالأكاذيب. ماذا لو كانت الكتابات تتجه إلى تقدم المبادرات والمقترحات- مع بقاء أسلوب النقد قويا في حق من يلعب بالمال العام - وماذا لو كان لدى الناس رغبة في تثمير ( استثمار ) العقول والبرامج في خدمة المجتمع، فينفعون ويستنفعون.
في القرآن الكريم مثالان للتدبر :
بين من يطلب مائدة من السماء : " إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "
وبين من يطلب حجارة من السماء: " وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" .
اللهم احفظنا وانفعنا وانفع بنا.

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
 
جاري التحميل ..