منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - كنوز البوادي من درر الشيخ سيف الهادي
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 12-04-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 33 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



( نار بهلا وجعلان )

لا أجد وقتا كافيا للكتابة في هذه الصفحات المفتوحة، وإلا ففي الحياة من الصور والمواقف ما يستحق التدوين، ورغم شمول ديننا الحنيف على المبادئ والقيم والأحكام والنظم التي تجعل الإنسان يعيش قمة السمو، إلا أن انصراف الناس عن القراءة والتفقه في الدين، جعل الكثير من مواقفهم مفصولة عن الصواب، بل هي أشبه بالاجتهادات الشخصية المنبنية على المعارف الفردية. فبقدر ما تحمله من ثقافة ومعرفة تتش
كل مواقفك وآراؤك .
مثال : النار التي تلاحق بعض الأسر في عمان، ( بهلا، وجعلان ) لم يخطر ببال غالب الناس أنها رسالة تذكير وإنذار، وإنما الذي يستقر سراعا في الأذهان أنها من فعل الجن والسحر. والناس تحكم على الأشياء من وحي ثقافتها، فالعماني عندما يجد رجلا أحمر طويلا يقول: هذا " انجليزي " لماذا ؟ فقد يكون ألمانيا أو أمريكيا أو استراليا .... الخ .
لأن ثقافته المجتمعية وما نشأ عليه لا تعرف إلا الانجليز، بحكم الاستعمار والهيمنة القديمة، ربما كان أهل عمان قبل أربعمائة سنة يسمون هذه الشخصية بـ " برتغالي ". وقس على ذلك بقية الأمور .
هذه الأحكام صحيحة في وقتها، تماما كقول بعض علمائنا بأن الأنوار كانت تشع من فوق قبور الصالحين، لأنهم شاهدوا ذلك وشاهده الناس، فليس غريبا أن يصبح ثقافة عامة، لأنه استفاض بحكم المشاهدة.
لكن جيل اليوم لا يقبل مثل هذا الكلام، ويعتبره نوعا من الكرامات الخرافية التي ليس لها وجود إلا في عقول الناس، ومثل هذا الجيل لا يمكن أن يصدق أيضا خبر ظهور نار تلاحق الناس في بيوتهم وسياراتهم لأن ذلك لم يحدث أمامهم ولم يكن قبل ظهوره في بهلا وجعلان ثقافة عامة يتناقلها الناس، وأكاد أجزم بأن هذه القضية لو طرحت قبل ظهورها لما صدقها أحد .
بعض الناس يحكم على الأجيال المعاصرة بما وقع أو لم يقع قبل ألف وأربعمائة سنة عندما بدأ التدوين وكتابة التاريخ الإسلامي، فما لم يقع في ذلك الزمن ولم يكتب لا يمكن أن يصدق لو وقع في هذا الزمان. إن هذا نوع من التحجيم غير المباشر لقدرة الله وتصرفه في الكون من ناحية، ونوع من إغلاق العقل البشري على حقبة معينة من الزمن. طبعا لا بد من التفريق بين الأحداث والمشاهدات وبين الأحكام والأفعال الشرعية. ( حتى لا نقع في الخلط )
ويبقى السؤال : ما حقيقة هذه النار التي أصبحت صحيحة تتناقلتها وسائل الإعلام وجاء المبتلون بها إلى سماحة شيخي العلامة الجليل أحمد بن حمد الخليلي فأكدوا له صحتها .
هل هي من فعل الجن كما يقول غالب الناس ؟
أم هي بسبب فعل معين، وقد بدأ الوتس آب يشتغل – بجهل شنيع - على أنواع من المعصية ارتكبها أهل ذلك البيت ؟!!!
أم هي رسالة تذكير وتنبيه من الله لفعل معين لا بد من التوبة منه ؟
أم هي ظاهرة علمية يمكن دراستها وتهيئة فريق علمي يتتبع حقيقتها ؟

نعود مرة أخرى لنقول بأن ثقافة المرء هي التي تحدد السبب ... لكن أهل العلم والفكر سيبحثون في الحقائق من منطلق قواعد علمية وشرعية في ضوء إيمانهم بقدرة الله تعالى، ويقنهم بعظمة الدين عندما أتاح للعقل البشري أن يبحث ويفتش باستخدام القواعد العلمية الصحيحة.

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
 
جاري التحميل ..