منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - كنوز البوادي من درر الشيخ سيف الهادي
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 12-03-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 10 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



(أيامي في المجلس البلدي ) ح2
في المنهج القرآني طريقة فريدة في سوق الناس برفق لتقبل الأحكام، فالمجتمع المكي كان قريب عهد بلذائذ كثيرة، كرس حبَها بُعْدُ الناس عن هدي إبراهيم عليه السلام، وتباعد الأزمان بين الأنبياء الأطهار، فلما جاء الإسلام كان الناس يتعاطون هذه اللذائذ باستمرار، دون أن يظهر فيهم حبٌ لنبذها أو الاستغناء عنها، ورغم قوة الإيمان الذي خالط بشاشة القلب إلا أن المنهج الرباني لا يعول في ال
تشريع على هذه الروحانية الكبيرة، وإنما يسن للبشرية منهجا عاما لا يدع للمفاجآت فرصة الإجهاض.
عندما طُرحت علينا أوراق المجلس البلدي في الجلسة الأولى كان من بينها مشروع تطوير سيارات أجرة مطار مسقط بتحويلها إلى ألوان مميزة وتزويدها بعدادات معينه. لأنها ساعة طرح المشروع لا تختلف عن مثيلاتها العامة، ولا تعتمد في الأسعار على حساب المسافة بالكيلو، وإنما يعتمدون على عرف مسطور، يعرفه السائح أو المستفيد من الغرفة المسئولة عن تنظيم حركة السيارات. ويرى أصحاب سيارات الأجرة أن ذلك يسير بطريقة جيده، فلم يحدث أن ضايق سائحا أو عطّل خدمه.
كانت الرؤى المقدمة للمناقشة تعتمد على نماذج ناجحة في دول مختلفه، وتطمع أن تكون فاعلة في بلدنا، لأنها أكثر تنظيما وأجمل في الواجهة الحضارية.
مضى على طرح المشروع سنوات عديدة إلا أنه لم يحسم فيه رأي، ولم يتفق فيه على أمر، وظل يراوح مكانه بين مؤيد ومعارض.
وعندما جاءت دورتنا قُدّم إلينا الموضوع للحسم، ولقطع جدل طويل عرقل ظهور المشروع، ربما اعتمادا على حب الأعضاء الجدد في تقديم شيء نافع للبلد العزيز، وإثبات جدوى اختيارهم من بين العشرات. ومن المؤسف جدا أن هذه النفسيات قد تدفع ببعض الأعضاء إلى التسليم المبكر، دون أن تتقدم منهم دراسة خاصة. إنها أشبه بطريقة استبشار الآسيويين في كل صباح عندما يأتي أول زائر إلى المحل، فيما بات يعرف بـ " الفال فال ".
لم يكن هذا مقصودا بالطبع عند المسئولين، وليس هذا في نيتهم كما أظن، ولكن لأنّ المشروع طال به الأمد، وملأت ملفاته أدراج المجلس فهل من مغيث؟!!
سأكمل الموضوع في الحلقة الثالثة إن شاء الله، وليس هو مقصودي ولذلك لن أخوض في تفاصيله، وإنما أردت أن أقدم هذه القواعد :
1. ليكن من روح التشريع مراعاة ظروف الناس وما ألفوه ( وسأثبت ذلك في ح3 إن شاء الله )
2. ليس كل ما ينجح في بلد ينجح في بلد آخر ، ما لم تكن هناك دراسة تقلب الفروق بينهما، وتثبت جدواه بالطرق العلمية الراسخة.
3. عندما تكون جديدا في موقع لا تستعجل بتقديم القرابين، فلربما تظلم الناس وأنت لا تعلم .

حفظكم الله ...

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
 
جاري التحميل ..