منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة

الحلقة المعدلة من ( أيامي في المجلس البلدي ) ح1
لم أكن أرغب في هذا المنصب البرلماني ، ولم أسع إليه قط، لعلمي بأنه يحتاج إلى أقدار كافية من الفهم والعلم، وكنت أحبذ أن يتولاه من يمتلك تخصصات واسعة في مجال التشريع والقانون، ويمتلك أيضا إدراكا كاملا للقيم والأخلاق، لكن رغبة المحبين دفعت بي إلى حومة المجلس، فكان نصيبي منه سنة واحدة، لأن مرسوما آخر صدر ليتحول إلى انتخابات حرة، إلا أنني أدركت خطورة مثل ه
ذه المجالس؛ وقد أوكل إليها مهمة وضع القوانين والنظم، ومناقشة المشاريع التي ترى البلدية ضرورة تطبيقها على سطح الأرض.
المجلس البلدي مجلس تشريعي – تجوّزا – يحدد مسار الجهاز التنفيذي للبلديه، ويقدم له القانون الذي يسير عليه، ويتابعه في التنفيذ والممارسة، ولذلك فإن أي محافظة ستكون سعيدة جدا لو دفعت بالخيرة من أبنائها ليضعوا معالم البناء الحضاري الذي سترفل فيه، أما إذا تنافس على هذا المجلس من تقاعد فقعدت همته، ومن مات لديه حس القيم والأخلاق، ومن رأى أن هذا المجلس سيكون مصدرا ماليا ثَرّا يعوض النقص الذي طرأ بفعل نهاية الخدمة، فإن نصيب هذه المحافظة أن تعيش تحت ركام العظام الرميمة، ولربما سيؤدي هذا مستقبلا إلى وجود محافظات تتفاوت أنصبتها في الرقي والتخلف، كما تتباين حظوظها في النهضة والعمران.
في الحلقة القادمة إن شاء الله سأذكر بعض الأدوار التي كنا نقوم بها للمساهمة في وضع القوانين والنظم لبلدية مسقط . لأخلص إلى نتيجة مفادها أن الشعب لو وعى وأدرك أهمية هذه الفرص لما احتاج أن تنشق لبعض أفراده حناجر التطوير والتغيير. إننا نصنع مجدنا بأنفسنا لو علمنا كيف تؤكل الكتف.