منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - ( بحث ) أثر الإعلام في تربية الأبناء
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 04-27-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,916
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً




 الأساس الأول : -

تنشئة الطفل على محبة الله والخوف منه :-

إن من أهم العواطف التي يجب تكوينها في نفس الطفل عاطفة الحب لله والخوف منه , حيث أنها من أقوى الدوافع إلى الالتزام بالسلوك الإيماني , ومن أقوى السبل في تكوين الحصانة حيث أن الإنسان دائماً يطيع من يحب , ويتجنب الأفعال التي تغضبه ومتى شعر الطفل بتلك المحبة لله تعالى والخوف منه في نفسه , كانت دافعاً له على الدوام على فعل الطاعات وترك المنكرات , وعلى الوالدين أن يقوما بتعويده على أداء العبادات التي هي عبارة عن امتثال لأوامر الله .

ولتكوين عاطفة حب الله سبحانه وتعالى عند الأطفال عدة وسائل منها:

أ-بيان حاجة الطفل الدائمة إلى الله، على أساس أن الأمور والأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى، وترسيخ الاستعانة بالله واللجوء إليه في حل المشكلات التي تصادفه في حياته.
ب-الجمع بين الترغيب والترهيب، وهذا الأسلوب من أعظم أساليب التربية وأعمقها في النفوس، قال تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ} (49) (50) سورة الحجر.

ومن المهم أيضاً استشعار الطفل بمراقبة الله تعالى في كل وقت وممارسة العبادات طريق إلى درجة الإحسان الذي هو استشعار العبد بمراقبة الله سبحانه وتعالى دائماً في كل حركاته وسكناته. ويترتب على هذا الأمر تكوين الضمير الحي في نفس الطفل مما يساعد على تحصينه ضد المؤثرات الخارجية المحيطة به.

 الأساس الثاني :-

غرس حب النبي  في نفس الطفل :-

وهذا سبيل آخر لتكوين الحصانة الداخلية في نفس الطفل حيث أن حب النبي  يستوجب الاقتداء به واتباع سنته وبمحبة الرسول  يتحقق الشطر الثاني من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
وعلى الوالدين تقع مسؤولية غرس هذا الأساس في نفس الطفل وهناك العديد من الوسائل التي تساعد الوالدين على غرس محبة النبي 

وهي:

- أن يقص الوالدان على الطفل ما ورد من قصص أطفال الصحابة في عهده  وسرعة استجابتهم لندائه وتنفيذ أوامره , وقتالهم لمن يؤذيه ، وحبهم لما يحبه وحفظهم للأحاديث النبوية.
- تعليم الأطفال سيرة الرسول  وأوصافه الكريمة الخَلقية والخُلقية وأن يقصّ عليه من سيرة الرسول  ما يثير وجدانه مثل طفولته  وبعض حياته عند حليمة السعدية وأسرتها وإغداق الله تعالى الخير والنعم على حليمة السعدية وأسرتها بسبب الرسول  وليلة الهجرة وغير ذلك من الجوانب التي تظهر العناية الربانية به فتملأ قلب الطفل بحب الله وحب رسوله  وقد حرص الصحابة والسلف على دراسة سيرة النبي  وتلقينها لأطفالهم مع تعليم القرآن لأنها الترجمان لمعاني القرآن مع ما فيها من إثارة العاطفة , ومشاهدة الواقع الإسلامي .
- أن يحفِّظ الوالدان الطفل ما تيسر من الأحاديث ويكافأ على حفظه ومما ورد في ذلك قول الزبيري : كانت لمالك بن أنس ابنة تحفظ علمه وكانت تقف خلف الباب , فإذا غلط القارئ نقرت الباب فيفطن مالك فيرد عليه .
وعن النضر بن الحارث قال : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : قال لي أبي : يا بني اطلب الحديث , فكلما سمعت حديثاً وحفظته فلك درهم ، فطلبت الحديث على هذا .

 الأساس الثالث :-

تعليم الطفل القرآن الكريم والحث على حفظه :-

إن القرآن الكريم يهدي إلى أوضح السبل في العقيدة وفي العبادات وفي المعاملات والفضائل والأخلاق .
ولقد اهتم الصحابة رضوان الله عليهم اهتماماً بالغاً بالقرآن الكريم فكانوا يجلسون إلى النبي  ويأخذون عنه ما نزل من القرآن الكريم , ويقومون بحفظه وتلاوته وتدارسه فيما بينهم ولا ينتقلون من آية إلى أخرى حتى يتمكنوا من حفظها وفهمها وتطبيقها .

وقد سار السلف الصالح على المسار نفسه بعد وفاته  فقد كان القاضي الورع ابن مسكين يقرئ بناته وحفيداته قال عياض : فإذا كان بعد العصر دعا ابنتيه وبنات أخيه ليعلمهم القرآن والعلم ,وكذلك كان يفعل قبله فاتح صقلية . أسد بن الفرات . بابنته أسماء التي نالت من العلم درجة كبيرة .
ولتكوين الحصانة الداخلية في نفس الطفل يجب على الوالدين تنشئته على تلاوة القرآن الكريم واستغلال مرحلة الطفولة في تحفيظ ما تيسر من القرآن الكريم فالتعليم في مرحلة الطفولة أسرع وأكثر رسوخاً من أي وقت آخر من العمر وأن يبتدئ بالسور القصيرة وتشجيع الطفل على ذلك بمكافأته بالشئ المحبب إليه وقد اهتم السلف رضوان الله عليهم بذلك فهذا صلاح الدين الأيوبي وهو في خضم المعركة يتجول في المعسكر فاجتاز على صغير بين يدي أبيه وهو يقرأ القرآن , فاستحسن قراءته فقرّبه , وجعل له حظاً من خاصِّ طعامه , ووقف عليه وعلى أبيه جزءاً من مزرعته .
ومما يعين الوالدين في هذه المهمة استشعار الأجر العظيم لهما في تعليم ولدهما القرآن، عن بريدة  قال: قال رسول الله : " من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به أُلبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان: بما كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن" رواه الحاكم وقال: صحيح على شرح مسلم.

 الأساس الرابع:-

تربية الطفل على الثبات على العقيدة:-

الطفل المسلم اليوم في مواجهته للتحديات المعاصرة الكثيرة وللخطط والمؤامرات والدراسات التي تدبر ضده لكي تحرفه عن دين الله ومنهجه يحتاج إلى ثبات العقيدة في نفسه والتضحية من أجلها بكل ما يملك {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} (214) سورة البقرة
ولذا يجب على الوالدين تحصين الطفل بالاعتقاد الصحيح ضد الاعتقادات الباطلة والتيارات المعادية للدين الإسلامي لتتكون لديه حصانة داخلية لا تجعله يتأثر بما يصادف.
وهناك وسائل عديدة يمكن من خلالها تحقيق ذلك منها: -
أن يقص القصص على الطفل مثل قصص الأنبياء وكيف صبروا على الأذى في سبيل الثبات على العقيدة، وقصص الصحابة والتعذيب الذي تعرضوا له عند إسلامهم وثباتهم عليه على الرغم من شدة العذاب الذي لقوه، وقصة أصحاب الأخدود .

التربية الاجتماعية:

إن إبراز وتحديد ملامح شخصية الطفل الاجتماعية مسؤولية الوالدين , وذلك بإكسابه القيم والعادات السلوكية الحسنة فيعرف الحق والخير , وإبعاده عن السلوكيات السيئة فيعرف الباطل والشر.
وعلى الوالدين أن يلاحظا التأثير الحاصل من جهة المجتمع الخارجي المحيط بالطفل , لأن البيئة الاجتماعية بما تحويه من مؤثرات ثقافية وإعلامية كالقنوات الفضائية ووسائل الاتصال المختلفة أصبحت شبه مسيطرة , حيث أصبح الطفل يتلقى القيم والمبادئ غير الخلقية من وسائل الإعلام ويتشربها على أنها أصول اجتماعية ينشأ عليها ويتربى دون التدقيق في مضامينها لأنه لا يملك وسائل التمييز أولاً , ولقوة العرض والجذب وأسلوب التشويق والإثارة في وسائل الإعلام ثانياً .
وسنذكر أبرز الأساليب التربوية التي تقوم بها الأسرة مستنيرة في ذلك بالتوجيهات النبوية التي تنمي الجانب الاجتماعي عند الطفل:

1- اصطحابه إلى مجالس الكبار.

كان الأطفال يحضرون مجالس النبي  وكان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يحرصون على اصطحاب أبنائهم إلى تلك المجالس أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله  : أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ولا تحُّت ورقها , فوقع في نفسي النخلة , فكرهت أن أتكلم وثمَّ أبو بكر وعمر , فلما لم يتكلما قال النبي  : هي النخلة.
فلما خرجت مع أبي قلت : يا أبتاه وقع في نفسي أنها النخلة, قال : ما منعك أن تقولها ؟ لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا , قلت: ما منعني إلاّ أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت " رواه البخاري.
من خلال مجالسته للكبار يتعلم أدب المجلس واحترام الكبير وحسن الكلام وأدب الحوار وأمانة المجلس.

2- مشاركة الطفل في قضاء بعض حاجات الأسرة.

ينبغي على الأسرة أن تساهم في تعزيز ثقة الطفل بنفسه بإسناد بعض المهام والأعمال إليه , وتعويده على القيام بقضاء حاجيات الأسرة مما يسهم في تنمية مسؤوليته الاجتماعية، وتكوين القدرة في الاعتماد على النفس الأمر الذي له أكبر الأثر في تكيّفه اجتماعياً. حيث أن قضاء حاجات الأسرة سواء للمنزل أو لأحد الأبوين لها أثر إيجابي في نفسه، فهو يشعر بالفرح والسرور ويحاول أن يكون في الصورة التي وضعاه فيها والداه.

3- تشجيع الطفل على صلة الرحم وزيارة الأقارب .

على الأسر, أن تعلِّم الطفل وتعرِّفه على من له حق الصلة والقرابة وأن تغرس في نفسه حق الإحسان إليه وتربيته على ذلك وحيث ترشده إلى قوله تعالى {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى }(90) سورة النحل.

وقوله الرسول  " الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله " صحيح مسلم.

ومن الأساليب التربوية في تشجيع الطفل على صلة أرحامه وزيارة أقاربه اختيار الأسرة الوقت المناسب لزيارة الأقرباء والأرحام , وأن تكون الزيارة متواصلة ومتكررة دون انقطاع لفترة طويلة وتحاول الأسرة أن تبحث عن الوسائل المشوقة لزيارة الطفل لأقربائه كأن يكون بعدها الذهاب إلى مكان الألعاب للعب فيها أو شراء ألعاب وغيرها من المشوقات التي ترغب الطفل بهذه الزيارة . وأن يعلمه الوالدان آداب الزيارة والأجر المترتب عليها.

وللتنشئة الاجتماعية السليمة عدة آداب سلوكية عامة يدرب عليها الطفل .
ومن أهم هذه الآداب :


1-آداب الطعام
2-آداب الاستئذان
3-آداب السلام



التربية الخلقية:

يقصد بالتربية الخلقية مجموعة المبادىء الخلقية والفضائل السلوكية والوجدانية التي يجب أن يتلقنها الطفل ويكتسبها ويعتاد عليها وهي ثمرة من ثمرات الإيمان الراسخ فتربية الطفل على مراقبة الله والخشية منه والتوكل والاعتماد عليه والاستعانة به تجعله مقبلاً على كل فضيلة وتحجزه عن الصفات القبيحة والعادات السيئة.
وتعويد الطفل على فضائل الأخلاق في الصغر أيسر، يقول الماوردي: " فأما التأديب اللازم للأب فهو أن يأخذ ولده بمبادئ الآداب ليأنس بها، وينشأ عليها فيسهل عليه قبولها عند الكبر لاستئناسه بمبادئها في الصغر؛ لأن نشأة الصغير على شيء تجعله متطبعاً له، ومن أغفل في الصغر كان تأديبه في الكبر عسيراً"


ومن الأخلاقيات التي يحرص الوالدان على غرسها في نفس الطفل لتكون بمثابة حصن يمنعه من الوقوع في الأخطاء ما يلي:

1- الصدق:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (119) سورة التوبة

وعلى الوالدين أن يعلما الطفل الصدق مع نفسه قبل أن يكون مع الآخرين، وأن يكونا قدوة للطفل في الالتزام بالصدق في كل الأمور، وأن يشعراه بأن هناك رقيب تفوق رقابته رقابة الوالدين.

2- الأمانة:

وهي ضد الخيانة والسرقة، وإذا اتصف الطفل بالأمانة فإنها تجعله يعفّ نفسه عما ليس له حق به، وتدفعه إلى أداء ما عليه أو لديه من حق لغيره، ولقد حثّ الله سبحانه وتعالى عباده على التزام الأمانة، يقول تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا } (58) سورة النساء
ويجب على الوالدين غرس هذا المبدأ في نفس الطفل حتى يلتزم به في جميع أقواله وأفعاله ويكون تحصين له ضد السرقة والخيانة.

3- الحياء:

الحياء: هو خلق يبعث على ترك القبيح وفعل الجميل ولقد ورد في السنة النبوية ما يدل على مدح الحياء والثناء على أهله، فقد روى مسلم في صحيحه: أن رسول الله  سمع رجلاً يعظ أخاه في الحياء فقال: " الحياء من الإيمان" رواه مسلم.
ويجب على الوالدين تنمية جانب الحياء عند الطفل منذ صغره وتحبيب هذا الخلق إليه وضرب الأمثلة من سير الصحابة رضوان الله عنهم كحياء عثمان بن عفان وبذلك نستطيع تحصينه ضد سوء الأدب وانعدام الحياء في نفوس النشء.

كذلك فهناك ظواهر يحذر من الوقوع فيها والوالدان مسؤولان مسؤولية شاملة عن كل ما يتصل بإصلاح الأولاد وتقويم اعوجاجهم وترفعهم عن الدنايا وحسن معاملتهم للآخرين، وعليهما أن يجنبا أطفالهم التعرض للظواهر المنتشرة في الوقت الحاضر، وأهمها: ظاهرة الكذب ــ السرقة والسباب والشتائم والميوعة والانحلال وغير ذلك من الظواهر السيئة.



وفي الختام

نؤكد أنه لا بد من تضافر جميع الجهود فكافة مؤسسات المجتمع الدينية والتعليميّة والإعلاميّة والأمنيّة والصحيّة والاجتماعية، مطالبة بمضاعفة جهودها لمواجهة تلك الآثار السلبية لتقنيات الاتصال والإعلام الحديثة، وتوعية جميع أفراد المجتمع بها ولن تثمر هذه الجهود منفردة بل يجب أن تتكافل وتدعم بجهود أسرية واعية نسأل الله سبحانه وتعالى السداد والتوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

منقول للفائدة

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
 
جاري التحميل ..