منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - تقرير بعنوان: عمان التاريخ والحضارة
الموضوع
:
تقرير بعنوان: عمان التاريخ والحضارة
عرض مشاركة واحدة
تقرير بعنوان: عمان التاريخ والحضارة
كُتبَ بتاريخ: [ 10-27-2011 ]
رقم المشاركة : (
1
)
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,916
عدد النقاط : 363
قوة التقييم :
تقرير بعنوان: عمان التاريخ والحضارة
عمان
التاريخ
والحضارة
_______________
يمتد تاريخ سلطنة
عمان
التي تبنى
الآن حضارة عصرية جديدة الى جذور موغلة في أعماق
التاريخ
بل وما قبل التاريخ
وحضارات تعاقبت على أرض
عمان
على مدى آلاف السنين مما اعطاها مكانتها المميزة وسط
حضارات العالم القديم وامبرطورياته وتشكل
عمان
واحدة من أقدم الكيانات العرفية
والسياسية في شبه الجزيرة العربية وقد شهدت تفاعلاً كبيراً مع الحضارات الانسانية
فوق أراضيها نظراً الى موقعها الجغرافي كملتقى للطرق البرية والبحرية على السواء
.
وتدل الاكتشافات الأثرية على ان أول نشاط للانسان في
عمان
بدأ في العصر الحجري أي
منذ عشرات الآلاف من السنين . كما تشيد الدلائل إلى ان علاقاات
عمان
التجارية مع
الشعوب الأخرى تعود الى بداية العصر الألفي الثالث قبل الميلاد
.
وتعتبر هذه
المرحلة بداية لنشاط بارز بدأه العمانيون بأسطول بحري تجاري أبحرت قوافله الى
البلاد المحيطة . خصوصاً الى سومر وما جاورها محملة بالنحاس والاخشاب أما تاريخ
المدون
عمان
فبدأ بقدوم القبائل العربية في القرن الثاني قبل الميلاد واستقرارها
.
وكانت اولى الهجرات العربية في القرن الثاني قبل الميلاد لقبيلة الأزد
وتعتبر
عمان من اوائل البلدان التي أغتنقت طوعاً الاسلام في عهد الرسول {ص} الذي ارسل عمرو
بن العاص الى ملكي
عمان
يومئذ عبد وجيفر أبنى الجلندى . واستجابت
عمان
للدعوة ودخلت
الاسلام وأصبحت إحدى قلاع الدعوة الاسلامية وحصناً من حصونها خلال قرون طويلة وقد
عمل الدين الجديد كقوة موحدة للبلاد وكأساس جديد للحياة السياسية والاقتصادية
.
وخلال العصر الذهبي لعمان ما بين القرن السابع والقرن الخامس كشر كانت
السفن العمانية تنشد الرسالة الاسلامية في اماكن نائية كأفريقيا والصين
.
وتلعب
عمان
دوراً مهماً في عالم اليوم كما كانت تفعل في الماضي فهي
الوريثة للاسفار البحرية الطويلة والقاليد التجارية القديمة
.
ورغبة في
إلقاء مزيد من الضوء على
التاريخ
العماني تقدم هذا العرض التاريخي والجغرافي الموجز
.
تاريخ المدن العمانية
:-
______________
تسمية
عمان
:
ـــــــــــــــــــــ
لقد مرت
عمان
بتسميات متعددة فقد سميت مجان
أي مراكز بناء السفن أو أرض النحاس وسميت مزون من المزن وهو أنهمار المياة وتدفقها
ولعل ذلك راجع الى ما تمتاز به هذه البلاد من أفلاج وامطار . ويقال عن الفرس هم
الذين اطلقوا هذه التسمية على البلاد ولكن ارتباط التسمية بالكلمة العربية المزن
أوضح وادق ولقد وردت مزون في المسعودي بالداء المهملة
.
ونقل السالمي ان
قبيلة الأزد اليمنية التي هاجرت الى
عمان
بعد حادثة سبل العرم سنة 120 ق.م الذي
تسبب بإنهيار سد مارب هي التي أطلقت على هذا المناطق اسم
عمان
إذ كان هؤلاء يعيشون
في واد قريب من مأرب يدعى
عمان
فسموا المواطن الجديد باسم موطنهم الأصلي
.
أهم المدن في عمان
:
_________________
تعتبر مسقط من الـمدن المهمة
في
عمان
وتشتمل على كثير من خصائص السلطنة فهي تطل على البحر . وفيها الجبال
الشاهقة وتتصل بالطرق الملتوية الى اماكن الخصوبة داخل
عمان
وعلى هذا فهي تمثل
البحر والجبال والخصوبة وتلك هي أبرز مظاهر الحياة فيها
.
ولم تكن مسقط
دائماً عاصمة
عمان
فقد ذكر الإصطخري وابن حوقل أن صحار هي في قصبة
عمان
واعمر مدينة
فيها . واكثرها مالاً ولا تكاد توجد على شاطئ الخليج مدينة اكثر عمارة ومالاً منها
.
فمدينة مسقط إحدى المدن التي دخلها التقدم والرقي من أوسع الأبواب الى
جانب ترائها وماضيها اللين تشتهر بهما . إلا أن للنهضة الحديثة لمسات أضفت عليها
طابعاً جمالياً شدت الزائر إليها وأعطتها حق الصدارة في التشييد المعماري الحديث
.
والتميز الانفرادي بضواحيها الجميلة الحديثة يدخلها . فيجد فيها النظام يتطرق في
شوارعها . فيلمس الحفاظ على مظهر المدينة . ويدخل لزيارة المستشفى السلطاني فيجد
فيه إهتمام الحكومة بالجانب الصحي . المجاني . ويدخل إحدى حدائقها فإذا هي جنة غناء
وأرفة الظلال ويحاول البحث عن مأوى فإذا بفنادقها تحفة معمارية تتسم بالطابع
الاسلامي الأصيل
.
ومن المدن الشهيرة مطرح وهي تقع على بعد ميلين من مسقط
وظلت لقرون الميناء التي تربط
عمان
بالعالم الخارجي ومن اهم معالمها سورها التاريخي
.
وهناك أيضاً مدن الرستاق والخزم وبركاء الشهيرات بالقلاع وتوجد في الرستاق عين
الكسفة وهي إحدى العيون الجوفية الساخنة التي لا تنضب مما يجذب السياح إليها
.
كذلك قلهات التي زارها ماركوبولو والرحالة العربي ابن بطوطة
.
ومدينة نزوى وهي إحدى العواصم العمانية القديمة وتقع في قلب
عمان
داخل
النطق الصخري للحجر في سهل ضيق . تتخللها الاودية وتحيط بها الجبال من كل الجهات
وتعتبر المركز الرئيسي للإمامة في السابق ففيها تركزت القوى الادبية الدينية ومنها
انطلقت اوامر الامام لتنشر بين شعبة... واتخذها الإئمة الاولون عاصمة ملكهم وقد
امتد أسطولهم الى الخارج
.
ومن المدن التاريخية مدينة صور التي كانت في يوم
من الأيام الميناء الرئيسية في
عمان
. ومركزاً للتجارة . ويقول سالم بن حمود
السيابي . إن صور استوطنها الفينيقيون وربما بنوها
.
كما تشتهر المنطقة
الجنوبية بمدينة تاريخية هي صلالة التي تمتاز بمناخها الجميل وحدائقها الغناء
.
لو اردنا ان نرسم صورة لعمان لقلنا إنها قمم شاهقة تطل على وديان منحدرة
.
وصخور جرداء بجوار سهول البساتين وبحر زاحر من جانب . ورمال ترابية من جانب آخر
.
وشعبها تبعاً لذلك . يشتغل بالرعي والزراعة والصيد كما ان موقعها الجغرافي قدم
لشعبها مهمة أخرى . هي الأسفار التجارية فعمان تسيطر على اقدم وأهم الطرق التجارية
البحرية في العالم
.
مراحل تاريخية
عصر الحجر والنحاس في عمان
:
تعتبر
المرحلة الاخيرة من عصور ما قبل
التاريخ
مرحلة حضارية متفوقة في تاريخ الانسانية
.
ففي منطقة
عمان
القديمة وجد النحاس كما توافرت في تلك المنطقة مواد خام أخرى . وقد
ثبت وجود النحاس حين عثرت بعض البعثات الأثرية على مواقع أثرية تدل على وجود هذا
المعدن في تلك العصور وقد عكف الأثريون منذ العثور على الوثائق السومرية على
التنقيب في أرض
عمان
وتمكنوا من العثور على عدد من المناجم وأفران صهر وتصنيع قديمة
.
الامر الذي اكد على أرض
عمان
هي ( ماجان ) التي أشارت إليها النصوص من الالف
الثالث قبل الميلاد . وقد أثبتت الأدلة التي قامت بها البعثات من الكشف عن أربعة
وأربعين موقعاً أثرياً لمراكز التعدين القديمة في
عمان
وقد تعرف العلماء الى مواقع
المناجم وأماكن تصنيعة من العثور على بقايا الفضلات المتخلفة من عملية الصهر في تلك
المواقع
.
لمحة من
التاريخ
القديم
:
يتجه الكثير من الباحثين الى ان
الحضارة البحرية الاولى على مياه الخليج ظهرت في
عمان
. وان هذه المنطقة جذبت لذلك
جماعات الوافدين عبر البحر أو عبر الصحراء غزاة أو تجاراً أو نازحين وبجانب الحضارة
البحرية القديمة تدل الآثار على حضارة زراعية قديمة ارتبطت بمناطق الخصب والمياه في
عمان . وتدل عليها القنوات والسدود التي لا تزال آثارها واضحة للعيان وهناك مظاهر
حضارية من الفخار والأدوات الحجرية ونظام الري والأسلحة
.
مكانة
عمان
في
التاريخ العربي والاسلامي
:
كانت لعمان مكانة خاصة في
التاريخ
العربي والاسلامي
تعد من البلاد الأولى التي اعتنقت طوعاً الاسلام وقد استجابت لدعوته وأصبحت أحدى
قلاعه خلال قرون طويلة
.
وقد ظهر في
عمان
عدد من القادة الاسلاميين الذين
كان لهم دورهم في نشر الاسلام في عدد من بقاع الأرض . طوال عصرها التجاري الذهبي
إبان إزدهار الملاحة الاسلامية في المحيط الهندي من القرن السابع وحتى القرن الخامس
عشر إذ كانت السفن العمانية تنشر الرسالة الاسلامية في اماكن نائية كأفريقيا والصين
.
وفي داخل البلاد نفسها كان للاسلام الفضل في توحيد القبائل تحت لوائه
فمنحها شخصيتها الدينية المميزة وزودها نظاماً سياسياً واقتصادياً أقامت عليه دعائم
مجتمعها
.
دور
عمان
في الحضارة الاسلامية
:
عند البحث يمكن أن نرى تنوع الدور الذي ساهم فيه
العمانيون الأوائل في بناء صرح الحضارة الاسلامية في مجال التشريع والقضاء يقف كعب
بن مسور بين القضاة المجتهدين وفي مجال الحرب والسلام وفنون القيادة العسكرية تألق
المهلب بن أبي صفرة وفي مجال الأدب وفي مجال الادب وفنون الكتابة يزدهى العالم
الواسع الصيت أبو العباس المبرد وهناك علم العروض وهو برمته من وضع العالم العماني
الخليل بن أحمد . أما في مجال التجارة والبحرية فقد برز الملاح العماني أبو عبيدة
عبد الله بن قاسم أول من وضع الأسس لعلوم الملاحة البحرية . وهكذا لا يوجد ميدان
حضاري لم يساهم فيه سلاطين
عمان
وعلماؤها
.
تاريخ عمات التجاري
والبحري
دور
عمان
في نشاط التجارة الدولية
:
_________________________
أثبتت الأبحاث الجديدة ونتائج الحفريات
الدور
الذي كانت تلعبه منطقة الخليج العربي عموماً وعمان خصوصاً في الملاحة والتجارة
البحرية . على انه دور عريق يعود الى ما قبل الاسلام بعصور طويلة . وقد إستمر حتى
في فترة نفوذ الامبراطورية الساسانية على منطقة الخليج والتي لم نتمكن من السطرة
إلا على الشريد الساحلي أما داخل البلاد فقد بقي تحت الحكم العربي
.
أما أهم
تحول في تاريخ التجارة البحرية العمانية فحدث بعد الفتح الاسلامي إذ أن فتح بلاد
فارس والقضاء على الدولة الساسانية ثم فتح بلاد السند من جهة وظهور أمصار جديدة في
منطقة الخليج مثل البصرة من جهة ثانية . قد أكتسبت
عمان
اهمية تجارية جديدة
.
واصبحت مساهمة مدنها المرفئية في التجارة ذات بعد عالمي وفي طليعة هذه المدن نجد
صحار عاصمة
عمان
القديمة
.
ولقد أصبحت
عمان
بفضل هذه المكانة في الذروة
التجارية العالمية مضرب الامثال في سعة الرزق ورواج التجارة . إلا ان سعة الرزق هذه
لا تعود الى التجارة فحسب بل الى التطور الزراعي أيضاً فالحميري وهو احد الجغرافيين
العرب يقول وبلاد
عمان
مستقلة في ذاتها : عامرة باهلها وهي كثيرة النخل والفواكة
.
وقبل الحديث عن تفاصيل هذا النشاط التجاري وعن مسالكه البحرية وعن مراكزه
في
عمان
لا بد من ابراز الملاحظات الاساسية الآتية
:
1.
الموقع الجغرافي
لموانئ
عمان
جعلها مركزاً مهماً لتجارة العبور استيراداً وتصديراً بين منطقة الشرق
الأقصى الهند – الصين – وجزر الهند الشرقية من جهة وداخل مناطق شبه الجزيرة العربية
من جهة أخرى فضلاً عن علاقتها مع أفريقيا الشرقية
.
2.
أهمية
عمان
في التجارة
العالمية في القرون الاسلامية الأولى . لا بد من النظر اليها في إطار الوحدة
الاقتصادية التي مثلها العالم الاسلامي إبتداء من القرن الاول الى القرن الرابع
للهجرة . وقد كانت لهذه الوحدة أهمية كبرى في إزدهار التجارة في منطقة الخليج
.
3.
إن التطور العمراني الذي لوحظ إن ازدهار الحضارة الاسلامية إنحصر في
النشاط التجاري الذي أدى الى تطور المدن وانتشار شبكة المسالك التجارية والبحرية
وقد كان له اثر بالغ في إزدهار المدن الساحلية العمانية وتطور المسالك البحرية التي
تربطها بمناطق داخل الجزيرة العربية
.
العلاقة العضوية بين تطور التجارة
ونشر الاسلام
:
رافقت العلاقة التجارية النشطة بين
عمان
من جهة والشرق الأقصى
وإقريقيا من جهة اخرى ظاهرة حضارية مميزة تمثلت في عملية التآثر والتأثير العميقين
في شتى مجالات النشاط البشري من زراعة وصناعة وملاحة وثقافة ولغة وعادات
.
العلاقة التجارية بين
عمان
والشرق الأقصى
:
_______________________________
إذا حاولنا التعرف الى تاريخ علاقات عمان
بمنطقة الشرق الأقصى فإننا نجد جذورها تمتد الى العصور القديمة . فعلى رغم الفتح
المقدوني لمنطقة البحر الأحمر ومنطقة الخليج ووقوعها تحت سيطرة البطالسة لمدة طويلة
.
إلا ان عرب الجنوب من حضارمة وحميرين وعمانيين كانوا مسيطرين على التجارة البحرية
مع الهند طوال الوقت وقد أكدت تلك العلاقة القديمة نتائج الحفريات الجديدة في عمان
.
إلا ان هذه السيطرة قد بلغت أوجها في عصور إزدهار الحضارة العربية
الاسلامية بين القرنين الثاني والخامس للهجرة وقد أصبحت الموانئ العمانية خلال هذه
الفترة تمثل اكبر المراكز التجارية مع بلدان الشرق الأقصى
.
وتحدثت المصادر عن
رحلة الملاح العماني أبو عبيدة عبد الله بن قاسم إلى كانتون في الصين في منتصف
القرن الثامن الميلادي ثم العودة منها الى الخليج تلك الرحلة التي أمتدت لأطول من
700
كلم وتمت قبل نحو 800 سنة من قيام كولومبس برحلته لأميركا
.
العلاقات
التجارية بين
عمان
وأفريقيا الشرقية
:
_______________________________
لقد
كان الهدف الثاني لتجارة
عمان
شرق أفريقيا . وقد أثبتت المصادر العربية أن الازديين
قاموا بدور خاص في دعم العلاقة التجارية بين منطقة الخليج وشرق أقريقيا . فقد كانوا
يسافرون بمراكبهم من سيراف وعمان الى زيلع وبربر وزنجبار . ويتابعون سيرهم جنوباً
حتى جزيرة القمر مدغشقر ويعودون بالعنبر والذهب
.
وقد استقرت جاليات اسلامية
في الساحل الشرقي لافريقيا . وقامت عن طريق التجارة بنشر الاسلام في مناطق شاسعة من
القارة الافريقية
.
دور
عمان
البحري
:
_____________
لقد برزت عمان
بين القرن السابع والخامس عشر الميلادي كقوة بحرية عظمى في المحيط الهندي وبحر
العرب وكان البحارة العمانيون من المناظر المالوفة من شرق أفريقيا مروراً بالخليج
العربي والمحيط الى الشرق الأقصى وسيطر ربابنة البحر العمانيون على مياة هذه
المناطق كلها
.
_____________________________
اليعاربة والبوسعيديون . أهم
حكام عمان
:
_____________________________
الدولة العمانية في عهد
اليعاربة
:
_______________________
كانت أسرة اليعاربة من اقوى الاسر التي
شهدتها . فقد كان حكم تلك الأسرة من اقوى الأمراء الذين أستطاعوا ان يجعلوا البلاد
تعيش في حالة من الرخاء والازدهار لم تكن قد عاشتها من قبل . وقد ساعدت على قيام
دولة اليعاربة عوامل داخلية وخارجية أهمها
:
1.
ظهور قيادات وطنية قوية
استطاعت توحيد الكلمة وإزالة الخلافات الداخلية وتتمتع بمزايا شخصية فريدة
.
2.
العقيدة الدينية ودورها في نجاح تلك القيادات
.
3.
قوة البحرية
العمانية التي نمت عبر قرون عدة
.
4.
صراعات الدول الأورزبية مع بعضها في
مياه الخليج
.
5.
سقوط هرمز في يد الانجليز عام 1622 وبها زالت سيطرة
البرتغاليين من اهم معقل لهم في المنطقة
.
ولقد تم انشاء الدولة العمانية في
عهد اليعاربة على مرحلتين . تمثلت المرحلة الأولى في طرد البرتغاليين من المدن
العمانية الساحلية الى جانب تحقيق الوحدة الوطنية وتأسيس حكم مركزي شامل على كل
التراب العماني
.
وقد تولى تحقيق اهداف هذه المرحلة الامام ناصر بن مرشد
اليعربي الذي حكم
عمان
قرابة ربع قرن وقد سجل
التاريخ
صفحة ناصعة للامام ناصر بن
مرشد الذي شن حرباً على البرتغاليين في النصف الاول من القرن الحادي عشر للهجرة وقد
إعتمد الامام في حرية تلك على قوات القبائل البرية ولم يكن للاسطول العماني دور
رئيسي في تلك الحملات
.
أما المرحلة الثانية فتمثلت في تحقيق الفتوحات
العمانية في المدن الساحلية على ضفتى الخليج . وفتوحات اخرى في المواني المهمة على
الساحل الشرقي من أقريقيا وكانت أداة المرحلة هذه البحرية . وقد تولى زمام هذه
المرحلة التي أنشئت خلالها الدولة العمانية الأئمة اليعاربة الأوائل الذين خلفوا
الامام ناصر بن مرشد وفي الدرجة الأولى الأمامان سلطان بن سيف وسيف بن سلطان وقد
تحققت في عهدهم ثلاثة اهداف رئيسية
:
1.
تحرير البقية الباقية من الأراضي
العمانية من السيطرة البرتغالية
.
2.
توسيع سلطنة
عمان
ونفوذها في منطقة
الخليج والمحيط الهندي
.
3.
سيطرة العمانيين على أجزاء كبيرة من شرق أفريقيا
وأخضاعها للحكم العماني بعد تحريرها من السيطرة البرتغالية
.
وبموت الامام
سلطان بن سيف الثاني شهدت
عمان
صراعات وحروباً أهلية تعتبر أفظع أنواع الحروب
الأهلية في تاريخ
عمان
قاطبة كما ان نتائجها امتدت لتشمل أوضاع الدولة العمانية في
شرق أفريقيا ومنطقة الخليج وبانتهاء الحرب الأهلية سقطت اسرة اليعاربة وظهرت أسرة
البوسعيدين
.
البوسعيديون
:
________
بانتهاء الحرب الاهلية التي
صاحبت سقوط دولة اليعاربة تقدم الفرس واحتلوا جزءاً من
عمان
فبرز في الميدان احمد
بن سعيد – مؤسس دولة البوسعيدين ليحمل عبء طرد الفرس من البلاد
.
نشط أحمد
بن سعيد للدفاع عن بلاده وقد استطاع ان يحقق خطوات ثابتة في هذا المجال . أما إبان
الحملة الفارسية الثانية عام 1738فاستطاع احمد بن سعيد وهو والي صحار في ذلك الوقت
أن يبرهن على قدراته القتالية في الدفاع عن صحار . وقد تمكن من ان يفرض عليها
حصاراً برياً وبحرياً طويلاً أدى الى نقص فادح في المؤن والذخيرة للقوات المهاجمة
وتمكن من عقد اتفاقية صلح تخرج بموجبها القوات المهاجمة من عمان
.
وقد أتخذ
الوالي هذا الصلح بداية للتحرر النهائي من السيطرة الفارسية فقد تقدم في خطوته
التالية الى بركاء تمهيداً لتحرير مسقط . وحول التجارة الخارجية الى بركاء وقدم كل
التسهيلات للتجارة بهدف وقف التجارة مع مسقط . ثم جاءت الظروف مؤاتية لتحرير مسقط
فسار إليها وحاصرها مما أضطر الحامية الفارسية للاستسلام وبذلك سيطر احمد بن سعيد
على معظم المنطقة الساحلية من صحار الى مسقط
.
وانتقل الوالي بعد ذلك الى
المرحلة الثانية وتمثلت في تحقيق الوطنية فسار الى الرستاق ونصب نفسه سيداً لها
وسيطر على جميع القلاع وبيت المال وقد تم انتخابه إماماً لعمان عام1741 ثم عين
بنفسهحكام الحصون الرئيسية في نزوى وبهلاء وازكي وسمائل
.
وفي الفترة ما بين
1758 – 1759
إزدادت قوته وسيطرته على القبائل العمانية وتوجه بعملياته الى صور وخصب
.
وبإكمال قبضته وسيطرته على بقية القبائل العمانية شهدت
عمان
استقراراً داخلياً
ساهم في تحقيق الوحدة الوطنية وتحقيق الازدهار والنمو التدريجي . كما انشأ جيشاً
قوياً واهتم بتدعيم الأسطول العماني وتطويره وحقق لعمان إنتصارات حاسمة إستعادت
فيها مركزها وقوتها . واقام علاقات تجارية قوية مع كثير من الدول
.
وقد واصل
خلفاء الامام احمد بن سعيد خصوصاً السلطان سعيد بن سلطان المسيرة في تطوير عمان
كدولة تجارية بحرية كبرى
.
وخلال حكمه الذي إمتد من عام 1807م الى عام 1856
إتسع نفوذ
عمان
حتى شمل زنجبار وأجزاء من شرق أفريقيا والمقاطعات الجنوبية من بلاد
فارس كما ازدهرت الحركة التجارية مع أفريقيا الشرقية
.
العلاقات بالخارج
:
____________
ركز السلطان سعيد اهتمامه على تطوير المرافق التجارية
والاقتصادية للبلاد . واتسعت آفاق العلاقات العمانية الدولية ولأهميتها التاريخية
يجدر بنا أن نلقى مزيداً من الضوء عليها
.
العلاقات مع بريطانيا
:
_______________
إتسمت العلاقات العمانية في عهد السلطان سعيد بطابع الود
.
وقد عقدت معاهدة صداقة بين الطرفين عام 1839 نصت على حرية التجارية وتحديد
الجمارك بـ50% وتمتع كل من الدولتين إزاء الدولة الاخرى بمعاملة الاكثر رعاية
وإمتناع أية دولة عن نقل المعدات الحربية الى دولة معادية في أثناء الحرب وبشكل عام
كانت العلاقات ودية للغاية
.
العلاقات مع فرنسا
:
______________
كان
السلطان سعيد حريصاً منذ بداية تولية الحكم على إستمرار علاقات الصداقة مع فرنسا
.
وقد وقت معاهدة تجارية بين البلدين عام 1844م شبيهة بالمعاهدة السابقة المعقودة مع
بريطانيا . وقد ساهمت هذه الاتفاقية في نمو العلاقات التجارية بين البلدين
وإزدهارها وتبع ذلك تأسيس قنصلية فرنسية في زنجبار عام 1847 م وكانت السفن الفرنسية
وهي تحمل البضائع تجوب موانئ
عمان
. كما وفدت إحدى سفن السيد سعيد الى مرسيليا عام
1849
حاملة هدايا الى رئيس الجمهورية الفرنسية
.
العلاقات مع الولايات
المتحدة الامريكية
:
__________________________
تعتبر معاهدة الصداقة
والتجارة المرقعة بين السلطان سعيد والولايات المتحدة الامريكية عام 1833م تطوراً
مهماً ليس في مجرى العلاقات بين البلدين بل ايضاً في نقل
عمان
الى مصاف الدول التي
كانت تلقى الاحترام من جانب القوى العظمى
.
وقد نصت تلك المعاهدة على قيام
العلاقات الودية بين البلدين وتعيين قناصل أميركيين . وبالفعل تم تعيين قنصر
للولايات المتحدة في زنجبار عام 1837م ومسقط عام 1838
.
وقد نتج من نمو تلك
العلاقات التجارية وازدهـــــــــارها أن بعث السلطــــــان سعيد على ظهر
سفينـــــة ( سلطانه ) وفداً برئاسة أحمد بن نعمان الى نيويورك لتوطيد العلاقات
السياسية ولتقديم هدايا الى رئيس الولايات المتحدة الامريكية وذلك عام 1840م
.
وقد أدت وفاة السلطان سعيد الى حدوث صدمة كبيرة للدولة العمانية فدب في
بنيانها التفكك التدريجي نتيجة سلسلة من الاحداث السياسية والاقتصادية المتلاحقة
.
فقد انتقل الحكم في شرق أفريقيا الى نجله ماجد بن سعيد وخلفائه من بعده
بينما تقلد سدة الحكم في
عمان
نجله الثاني ثويني بن سعيد وقد إصطحب هذا النقسام
تدهور كبير في الحالة التجارية للبلاد وتعرضت البلاد الى كثير من الاضطرابات
والقلاقل أدت الى عزلتها حتى تسلم جلاله السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في 23
يوليو 1970م ليقود إنطلاقه جديدة لحضارة المعاصرة
.
jrvdv fuk,hk: ulhk hgjhvdo ,hgpqhvm fuk,hk jrvdv ulhk
الموضوع الأصلي:
تقرير بعنوان: عمان التاريخ والحضارة
||
الكاتب:
عابر الفيافي
||
المصدر:
منتديات نور الاستقامة
سبحان الله وبحمد...سبحان الله العظيم
توقيع :
لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس
عابر الفيافي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عابر الفيافي
زيارة موقع عابر الفيافي المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها عابر الفيافي
جاري التحميل ..