منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - خطب الجمعة مكتوبة لمختلف المناسبات للشيخ الصوافي
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 01-04-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 8 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,916
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً





زكاة الثمار
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ ، الحمدُ للهِ البر الكريم الرؤوف الرحيم ذي الفضل والتكريم والإحسان العميم سبحانه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا ينفع ذا الجد منه الجد لا يفنى دوامه ولا تحصى أنعامه وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو وهو علام الغيوب المدبر لكل شيء والجامع لكل شيء والرازق لكل حي قدر الرزق المقسوم ووقت الأجل المعلوم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نحمَدُهُ ونسْتعِينُهُ ونستَهْدِيهِ ، ونؤمِنُ بِهِ ونتوكّلُ عليهِ ، ونسْتَغفِرُهُ ونتُوبُ إليهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ ، وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ ، يُحيِى ويُمِيتُ وَهُوَ حيٌّ لا يَموتُ ، بِيدِهِ الخيرُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ ، قصم الجبارين ببطشه بعد أمنه , وأسبل على العاصين ستره بمنه وتكفل بأرزاق البرايا إنسه وجنه من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه وأشْهدُ أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً مُنيراً ، أرسلَهُ رحمةً للعالَمينَ ، وسراجاً للمُهتدِينَ ، وإماماً للمُتقينَ ، فبلَّغَ الرِّسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصَحَ الأُمَّةَ ، وكشَفَ الغُمَّةَ ، وجاهدَ في سَبيلِ ربِّهِ حتى أتاهُ اليقينُ صلى الله عليه وسلم ، وعلى آلِهِ وصحْبِهِ أجمعين، أمّا بعدُ:



فيَا عِبادَ اللهِ أُوصِيكم ونفْسِي بتقوى اللهِ ، والعملِ بما فيهِ رِضاهُ ، فاتقوا اللهَ وراقبوهُ ، وامتثِلُوا أوامِرَهُ ولا تعصُوهُ ، واذكُرُوهُ ولا تنسَوهُ ، واشكُرُوهُ ولا تكفروه واعلموا أن من النعم التي امتنّ الله سبحانه وتعالى بها على الإنسان ، نعمة المال ، فعلى المسلم أن يشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة ومِنْ شُكْرِ هذه النعمة تأديةُ الحقوق التي أوجبها الله سبحانه وتعالى في المال (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)..



شرع الله سبحانه وتعالى الزكاة في مال الأغنياء وجعلها حقاً واجباً للفقراء ومعونة لذوي الحاجات والضعفاء وحكمةً ألف الله سبحانه وتعالى بها بين قلوب العباد ، وأثبت بها المودة بين ذوي الفاقة والأغنياء في أقطار البلاد ليقع التعاون والتناصر بينهم على الحق وسبيل الرشاد.



سميت الزكاة زكاةً لأنها تزكّي المال ، أي تنمّيه وتطهره وتُنزل البركة فيه كما أنها تطهر النفوس من الشح والبخل وتمرنها على السماحة والبذل ، وهي ذريعة إلى تواصل الأنام وتطهير القلوب من درن الآثام ، وتكفير للذنوب والإجرام، ومثراة للمال ، وحصن حصين من الأهوال ، وتضعيف للحسنات في يوم المآل.



الزكاة قدر يسير يترتب عليها أجر كبير وخُلف من الله كثير، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة واستقبلوا أمواج أنواع البلاء بالدعاء " وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن الصدقة تطفئ النار " وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تصدقوا فإن الصدقة تقي مصارع السوء وتدفع ميتة السوء " وسميت الزكاة صدقة لأنها تُصدق وتحقق إيمان مُخرجها كما أن منع الزكاة هو العنوان على النفاق يقول سبحانه: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).



عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كثر ماله ولم يزكه جاءه يوم القيامة في صورة شجاع أقرع له زبيبتان موكل بعذابه حتى يقضي الله بين الخلائق " وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا صلاة لمانع الزكاة قالها ثلاثاً ، والمتعدي فيها كمانعها " والمتعدي هو الذي يدفعها لغير أهلها ، والزكاة في اللغة تطلق على النماء والطهارة والبركة والزيادة والمدح والصلاح ، وفي الشرع هي ما يخرج من مال عن مال أو بدن على وجه مخصوص لطائفة مخصوصة بالنية .



وهنا يأتي السؤال : هل تجب الزكاة في جميع الأموال ؟



والجواب : من فضل الله سبحانه وتعالى ونعمته على عباده أنه لم يوجب الزكاة في جميع الأموال ، وإنما أوجبها في أصناف معينة، فتجب الزكاة في الثمار وفي الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم وفي النقدين الذهب والفضة وفي الأوراق النقدية التي يتعامل بها الآن لأنها قامت في التعامل مقام الذهب والفضة ، منها تدفع الأجور ومنها تدفع المهور و بها يقع البيع والشراء ، وتجب الزكاة أيضا في التجارة وهي المال الذي أعده مالكه للبيع تكسباً وانتظاراً للربح ، أما عدا هذه الأصناف فلا زكاة فيها مهما كانت أثمانها إلا إذا اتخذت للتجارة ، أما الثمار التي تجب فيها الزكاة فهي كل ما يدخر ويقتات به كالتمر والزبيب والبر والشعير والذرة والسلت ونحوها من الحبوب التي تدخر ويقتات بها ، فتجب الزكاة في الثمار إذا بلغت النصاب ، ونصاب الثمار خمسة أوسق ، والوسق ستون صاعاً .



والصاع أربعة أمداد ، والمد رطل وثلث ، والرطل ستة وتسعون مثقالا يساوي ثلاثمائة وأربعة وثمانين جراماً فيكون نصاب الثمار بالكيلو ستمائة وأربعة عشر كيلوا وأربعمائة غرام ، إلا الفرض وما أشبهه في الثقل فإن نصابه بالكيلو ستمائة وواحد وتسعون كيلو ومائتا غرام ، ومقدار زكاة الثمار إذا كانت تسقى بالأنهار والعيون أو الأمطار أو كانت لا تحتاج إلى سقي ففيها العشر ، وإن كانت تسقى بالنزح أو النضح أو بالمضخات ففيها نصف العشر ، فمن له مزرعة يسقيها بالنهر وحصد منها ألف كيلو فعليه أن يخرج مائة كيلو ، وإذا كان يسقيها بالمضخة فعليه خمسون كيلو، ومن له نخل يسقيها بالنهر وحصد منها ألف كيلو فعليه أن يخرج مائة كيلو تمر ، وإن كان يسقيها بالمضخة فعليه خمسون كيلو ، وإذا اشترك اثنان أو ثلاثة أو أكثر في مزرعة وحصدوا منها نصاباً كاملاً برا فعليهم الزكاة ولو لم يبلغ نصيب كل واحد منهم النصاب ، وإن اشترك اثنان أو ثلاثة و أكثر في نخل فحصدوا منها نصاباً كاملاً تمراً فعليهم الزكاة ولو لم يبلغ نصيب كل واحد منهم النصاب ، لا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق خشية الصدقة (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).



(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .



وصلوا وسلموا على خاتم النبيين والمرسلين وسيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين وأفضل خلق الله أجمعين (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).



اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدا مجيد .



توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
 
جاري التحميل ..