منتديات نور الاستقامة - عرض مشاركة واحدة - خطب الجمعة مكتوبة لمختلف المناسبات للشيخ الصوافي
الموضوع
:
خطب الجمعة مكتوبة لمختلف المناسبات للشيخ الصوافي
عرض مشاركة واحدة
كُتبَ بتاريخ : [ 01-04-2011 ]
رقم المشاركة : (
7
)
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,916
عدد النقاط : 363
زكاة النقود
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ ، الحمدُ للهِ الذي بنعمته تتم الصالحات وبالعمل بطاعته تطيب الحياة وتنزل البركات سبحانه نحمَدُهُ ونسْتعِينُهُ ونستَهْدِيهِ ، ونؤمِنُ بِهِ ونتوكّلُ عليهِ ، ونسْتَغفِرُهُ ونتُوبُ إليهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ ، وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ ، يُحيِى ويُمِيتُ وَهُوَ حيٌّ لا يَموتُ ، بِيدِهِ الخيرُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قدير قصم الجبارين ببطشه بعد أمنه وأسبل على العاصين ستره بمنه وتكفل بأرزاق البرايا إنسه وجنه من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ، وأشْهدُ أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً مُنيراً ، أرسلَهُ رحمةً للعالَمينَ ، وسراجاً للمُهتدِينَ ، وإماماً للمُتقينَ ، فبلَّغَ الرِّسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصَحَ الأُمَّةَ ، وكشَفَ الغُمَّةَ ، وجاهدَ في سَبيلِ ربِّهِ حتى أتاهُ اليقينُ ، صلى الله عليه وسلم وعلى آلِهِ وصحْبِهِ أجمعين، أمّا بعدُ:
فيَا عِبادَ اللهِ أُوصِيكم ونفْسِي بتقوى اللهِ، والعملِ بما فيهِ رِضاهُ ، فاتقوا اللهَ وراقبوهُ ، وامتثِلُوا أوامِرَهُ ولا تعصُوهُ ، واذكُرُوهُ ولا تنسَوهُ ، واشكُرُوهُ ولا تكفُرُوهُ .
واعلموا أن من أصناف المال التي تجب فيها الزكاة الذهب والفضة والأوراق النقدية وعروض التجارة فتجب الزكاة في الذهب والفضة على أي حال كانت، سواء كانت دراهم ودنانير أو كانت قطعا من الذهب والفضة أو كانت حليا وسواء كان الحلي ملبوسا أو غير ملبوس والمراد بالكنز هو المال الذي لم تؤد زكاته ولو كان على ظهر الأرض فإن أديت زكاته فليس بكنز ولو كان تحت سبع أرضين وعن أم سلمة قالت: كنت ألبس أوضاحا من ذهب فقلت: يا رسول الله أكنز هو؟ فقال:" ما بلغ أن تؤدى زكاته فزُكِي فليس بكنز " وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابنة لها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب فقال لها: أتعطين زكاة هذا؟ قالت: لا قال: أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار قال: فخلعتهما فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: هما لله عز وجل ولرسوله " وتجب الزكاة في كل من الذهب والفضة إذا بلغا النصاب فنصاب الذهب عشرون مثقالا أي خمسة وثمانون جراما ونصاب الفضة خمس أواق والأوقية أربعون درهما والدرهم سبعة أعشار مثقال وعشرة الدراهم سبعة مثاقيل ومائة الدرهم سبعون مثقالا فنصاب الفضة بالمثاقيل مائة وأربعون مثقالا أي خمسمائة وخمسة وتسعون جراما .
تحمل الفضة على الذهب ويحمل الذهب على الفضة في الزكاة، فمن له نصاب من الذهب ومعه فضة لم تبلغ النصاب فعليه زكاتها حملا على الذهب، ومن له فضة قد بلغت النصاب ومعه ذهب لم يبلغ النصاب فعليه زكاته حملا على الفضة، ومن عنده ذهب لم يبلغ النصاب ومعه فضة لو حملت على الذهب لبلغ النصاب وجب عليه زكاتهما، ومن له فضة لم تبلغ النصاب ومعه ذهب لو حمل على الفضة لبلغت النصاب وجب عليه زكاتهما، ومن أراد معرفة صفة حمل الذهب على الفضة والفضة على الذهب فعليه أن يعرف أن المثقال الواحد من الذهب يقوم مقام سبعة مثاقيل من الفضة والسبعة المثاقيل من الفضة تقوم مقام مثقال واحد من الذهب، وتجب الزكاة في الأوراق النقدية كالريالات والجنيهات والدولارات وتحوها من الأوراق التي يتعامل بها الآن لأنها قامت .
في التعامل مقام الذهب والفضة منها تدفع المهور ومنها تدفع الأجور وبها يقع البيع والشراء فمن ملك شيئا من هذه الأوراق النقدية وقد بلغت النصاب فعليه زكاتها، ونصابها قيمة عشرين مثقالا ذهبا فإذا كانت قيمة المثقال من الذهب خمسة ريالات فنصاب هذه الريالات مائة ريال وإذا كانت قيمة المثقال من الذهب خمسة عشر ريالا فنصابها ثلاثمائة ريال وإذا كانت قيمة المثقال من الذهب خمسين ريالا فنصابها ألف ريال وكذا على حسب قيمة الذهب ارتفاعا وانخفاضا، وتجب الزكاة في عروض التجارة وهي المال الذي أعده مالكه للبيع تكسبا وانتظارا للربح سواء كان هذا المال أصولا أو عروضا يقول عز من قائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ).
روي عن مجاهد أن المراد بما كسبتم التجارة الحلال وعن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" في الإبل صدقتها وفي الغنم صدقتها وفي البقر صدقتها وفي البز صدقته " والبز هو الثياب التي أعدت للبيع وعن سمرة بن جندب أنه قال: أما بعد فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نخرج الصدقة من الذي نعده للبيع " فتجب الزكاة في عروض التجارة إذا بلغت النصاب بنفسها أو بضمها مع الذهب والفضة ونصاب التجارة قيمة عشرين مثقالا ذهبا أو مائة وأربعين مثقالا فضة ولا زكاة في شيء من هذه الأشياء حتى يحول عليه الحول " لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول" ويحسب الحول بالشهور القمرية فمن ملك نصابا تاما في شهر رمضان وحال عليه الحول فعليه زكاته في شهر رمضان ومن ملك نقودا بلغت النصاب في شهر رمضان واشترى بها بضاعة للتجارة في شهر المحرم فعليه زكاتها في شهر رمضان الشهر الذي ملك فيه النقود والمرأة إن دفع لها مهرها في شهر المحرم فاشترت به حليا في شهر رمضان فعليها زكاة حليها في شهر محرم وهو الشهر الذي دفع إليها فيه مهرها ومقدار زكاة الذهب والفضة والأوراق النقدية .
عروض التجارة ربع العشر فمن له عشرون مثقالا من الذهب فعليه نصف مثقال ومن له أربعة وعشرون مثقالا فعليه ستة أعشار مثقال ومن له من الفضة مائة وأربعون مثقالا فعليه ثلاثة مثاقيل ونصف مثقال ومن عنده ألف ريال عماني فعليه خمسة وعشرون ريالا عمانيا ومن بلغت تجارته مائة ألف ريال فعليه ألفان وخمس مائة ريال عماني ومن له دين على ملي وفي فعليه زكاته فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ وأدوا فرائض الله كما أمركم الله وتآمروا بالمعروفِ وتناهوا عن المنكرِ (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .
وصلوا وسلموا على خاتم النبيين والمرسلين وسيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين وأفضل خلق الله أجمعين (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدا مجيد .
توقيع :
لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس
عابر الفيافي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عابر الفيافي
زيارة موقع عابر الفيافي المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها عابر الفيافي
جاري التحميل ..